في أعقاب اختتام حوار التعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة ‏والعراق، الذي عقد في واشنطن على مدار يومين، التقى وزير الدفاع ‏الأمريكي لويد أوستن بنظيره العراقي وزير الدفاع محمد العباسي.

وشهد هذا اللقاء جولة ثانية من اجتماعات اللجنة المشتركة للتعاون الدفاعي، ‏حيث انعقدت الجولة الأولى في أغسطس/آب 2023، وتركزت الاجتماعات ‏الأخيرة على "الانتقال" من التحالف العالمي ضد داعش، الذي أُنشئ في ‏سبتمبر/أيلول 2014، نحو علاقة أمنية ثنائية بين الولايات المتحدة والعراق، ‏كما أشار السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع اللواء بات رايدر‎.‎

وأكد أوستن على شجاعة قوات الأمن العراقية، قائلاً، "لقد تمكنوا من خلال ‏القتال مع قوات التحالف من تحقيق هزيمة إقليمية لداعش"، كما ورد في وكالة ‏أنباء وزارة الدفاع الأمريكية، وأشاد بجهود الحكومتين الأمريكية والعراقية في ‏تشكيل المعايير اللازمة لتحويل عملية "العزم الصلب"، وهو الاسم الرسمي ‏للمهمة الأمريكية في التحالف العالمي ضد داعش، إلى شراكات أمنية دائمة ‏بين العراق والولايات المتحدة ودول التحالف الأخرى‎.‎

وصرّح أوستن قائلاً، "لقد تطور التهديد الذي يشكله تنظيم داعش وأيديولوجيته ‏على مدى العقد الماضي. ومع ذلك، لا يزال داعش يخطط لهجمات"، وأوضح ‏أن الهجمات تأتي "من المنطقة ومن خلال فروع داعش العالمية"، مؤكداً على ‏ضرورة تكييف مهمة العزم الصلب لمواجهة هذا التهديد المتغير. مؤكداً ‏أن "الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بشدة بسيادة العراق وأمنه واستقراره".‎

التحديات المستمرة، عودة داعش إلى الواجهة‏

في عام 2019، أعلنت الولايات المتحدة هزيمة داعش إقليمياً خلال ولاية ‏الرئيس السابق دونالد ترامب، إلا أن ذلك لم يعنِ القضاء على تهديد التنظيم ‏بالكامل، كما أوضح أوستن، على الرغم من أن داعش لم يعد يسيطر على ‏الأراضي، إلا أن وجود خلايا نائمة وثغرات أمنية في مناطق معينة يظل ‏يشكل تهديداً واضحاً‎.‎

وأعرب اللواء عبد الخالق طلعت، ممثل إقليم كردستان في قيادة العمليات ‏المشتركة في العراق، عن قلقه من استمرار وتصاعد هجمات داعش، حيث ‏أوضح أن التنظيم "ربما لم يعد قوياً كما كان في السابق، إلا أن وجود خلايا ‏نائمة يجعله يشكل تهديداً واضحاً‎".‎

وفي سوريا، الوضع لا يزال خطيراً أو ربما أسوأ، حيث قال جير بيدرسن، ‏المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، لمجلس الأمن، أن ‏الإرهاب "يعود إلى الظهور" وأن هناك توقعات بزيادة هجمات داعش هذا ‏العام‎.‎

ارتفاع الهجمات والعمليات الإرهابية

أصدرت القيادة المركزية الأمريكية مؤخراً بيانات عن أنشطتها في النصف ‏الأول من عام 2024، وذكرت القيادة المركزية الأمريكية أنه في الفترة من ‏يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن 153 ‏هجوماً في العراق وسوريا. وأضافت أن "بهذا المعدل، يسير تنظيم داعش ‏بخطى حثيثة لمضاعفة العدد الإجمالي للهجمات التي أعلنها في عام 2023‌‎".‎

وخلصت القيادة المركزية إلى أن "زيادة الهجمات تشير إلى أن داعش يحاول ‏إعادة تشكيل نفسه بعد عدة سنوات من انخفاض قدراته‎".‎



اضف تعليق