في تلك البقعة الجافة من أرض السماوة، تبرز أم أحمد كرمز حي للتفاني والعطاء، وهي في كل عام تخدم زائري الإمام الحسين (عليه السلام) خلال زيارة الأربعين.
هذه السيدة العراقية، التي تجاوزت الستين من عمرها، تجسد بروحها المتقدة إيمانًها بمعتقدها، فالعمر بالنسبة لها ليس إلا أيامًا تتوجها بخدمة الزائرين، نهجًا ورغبةً وحياة.
منذ سنوات طويلة، وأم أحمد تشد الرحال مع بناتها وابنها وأخواتها إلى منطقة الخضر في السماوة، حيث تقيم موكبها البسيط لكن المضياف، في هذا الموكب، تجد الزائرين يستقبلون بوجه مبتسم، ومائدة متواضعة لكنها مليئة بما استطاعت أم أحمد ادخاره طوال العام.
تقول أم أحمد، : "إن خدمة زائري الإمام الحسين (عليه السلام) هي ما يربطني بحياتي، وهي النهج الذي اخترته حتى آخر لحظة من عمري".
أم أحمد لا تنتظر عطاءً من أحد، فهي ترى في هذه الخدمة مكافأتها الكبرى، وتستعد طوال العام لتحضير ما يحتاجه الزائرون من طعام وشراب، وتشاركها في ذلك حفيداتها، اللاتي تعلمن منها أن العطاء ليس إلا دليلاً على حب الحسين ونهج أهل البيت (عليهم السلام)، وعندما تشتعل حرارة الأيام، وتبدو الطريق أمام الزائرين طويلة، يجدون في موكب أم أحمد ملاذاً دافئاً بالحب والكرم.
م.ال
اضف تعليق