أعرب نشطاء التراث عن استيائهم من أعمال الترميم الجارية في مسجد وضريح زمرد خاتون في بغداد، مؤكدين أن هذه الأعمال "دمرت" الموقع التاريخي. تم تغطية المئذنة المصنوعة من الطوب بالجص الأبيض، وهو ما أثار غضب النشطاء الذين يرون في هذه الخطوة تشويهاً لجماليات المبنى.
المسجد والضريح، الواقعان داخل مقبرة الشيخ معروف في منطقة الكرخ، بُنيا بأمر من زمرد خاتون، زوجة أحد الخلفاء العباسيين، في أوائل القرن الثالث عشر.
ويُعد الموقع من الكنوز المعمارية النادرة للعصر السلجوقي، ويتميز بتصميمه المعقد وسقفه المخروطي الفريد الذي يجعله مقصدًا للصوفيين من مختلف أنحاء العالم.
ولكن، كما هو الحال مع العديد من المواقع التراثية في العراق، تعرض المبنى لأضرار كبيرة خلال العقود الأخيرة بسبب العقوبات الدولية، والعنف، والإهمال.
وتفاقمت الأوضاع مع بدء أعمال البناء لطريق سريع قريب، مما أثار قلق النشطاء من أن الأضرار التي لحقت بالموقع قد تكون لا رجعة فيها.
نشطاء التراث انتقدوا الترميم غير المدروس، حيث وصف ياسر مطلق الجبوري، الناشط البغدادي، الأمر بأنه "مهزلة"، فيما اعتبرت ذكرى سرسم، إحدى مؤسسات مبادرة "برج بابل" لحماية التراث العراقي، أن الموقع لم يعد يبدو تراثيًا، بل وكأنه "جديد تمامًا"، مشيرة إلى أن الترميمات الأخيرة أضرت بالبنية بدلاً من حمايتها.
ما زالت المخاوف قائمة بشأن الطريق السريع الجديد الذي يمر بالقرب من الموقع، حيث يمكن أن يتسبب في مزيد من الأضرار. ويستمر نشطاء التراث في دعوة السلطات العراقية لتبني خطط حماية أكثر فعالية للمواقع التاريخية، بعيداً عن الحلول السريعة التي قد تؤدي إلى تدميرها.
م.ال
اضف تعليق