أعلن الوفد العراقي المشارك في مؤتمر الأطراف (COP29) المنعقد في أذربيجان، اليوم الخميس، عن انطلاق مجلس البناء الأخضر العراقي، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين الجهود البيئية والاقتصادية.

وقال الوكيل الفني لوزارة البيئة ورئيس الوفد العراقي، جاسم الفلاحي، في تصريح اعلامي، ان "الوزارة مستعدة لدعم مشروع مجلس البناء الأخضر الطموح، مشيدًا بدور القطاع الخاص في تبني أساليب بناء صديقة للبيئة".

وأضاف أن هذه المبادرة تعكس التزام العراق بأهداف النمو الأخضر وخطة التنمية الوطنية، مع تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لتطوير معايير تقلل التكلفة البيئية واستهلاك الطاقة وتحسن جودة الحياة.

وأوضح الفلاحي، أن "البناء الأخضر يمثل توجهًا عالميًا يهدف إلى تصميم مرافق سكنية ومباني تستهلك الموارد بكفاءة، مثل الطاقة والمياه"، مشيرًا إلى، أن "الإضاءة وحدها تستهلك أكثر من 15% من إجمالي الطاقة الكهربائية، في حين تصل نسبة استهلاك أنظمة التكييف وتسخين المياه إلى 75% خلال فصول الصيف والشتاء، مما يؤكد أهمية اعتماد تقنيات بناء مستدامة".

وتابع بأن "الأساليب التقليدية في البناء تستنزف الموارد الطبيعية وتزيد من الانبعاثات الكربونية، ما يرفع تكاليف التشغيل والصيانة ويؤثر سلبًا على الصحة العامة".

من جهته، اعتبر عضو الوفد التفاوضي العراقي الدائم لقضايا المناخ، إبراهيم السوداني، أن تأسيس مجلس البناء الأخضر "يُعد خطوة تصحيحية لمسار البناء التقليدي الذي أسهم في زيادة الطلب على الطاقة".

وأضاف أن "هذه الخطوة تدعم موقف العراق التفاوضي بشأن الالتزامات المناخية المدرجة في وثيقة المساهمات المحددة وطنيًا (NDC)".

بدوره، أشاد ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، مامنور رشيد، بدور العراق في دعم التوجهات البيئية المستدامة، مشيرًا إلى أن "هذه المبادرة تمثل خطوة استراتيجية على المستوى الوطني وتعكس التزام العراق بجعل البيئة محورًا رئيسيًا في سياساته المستقبلية".

وفي السياق ذاته، أوضح رئيس مؤسسة أصول للتطوير الاقتصادي والتنمية المستدامة، خالد الجابري، أن "اعتماد تقنيات البناء الأخضر سيسهم في تقليل التكاليف وتعزيز الاقتصاد الوطني، مع الحد من استهلاك الطاقة والانبعاثات الضارة".

واعتبر أن هذا المشروع سيتيح المجال أمام تطوير صناعات جديدة ويحدث نقلة نوعية في قطاع البناء.

م.ال

اضف تعليق