أكد رئيس ملتقى النبأ للحوار علي الطالقاني، اليوم السبت، أن العلاقة بين الشيعة والأكراد جزء من النسيج الوطني العراقي.
جاء ذلك في كلمته خلال مؤتمر حوار أربيل – النجف، الذي يقيمه مركز رووداو للدراسات بالتعاون مع ملتقى النبأ، في محافظة النجف الأشرف، بمشاركة شخصيات دينية وسياسية وأكاديميين وصحفيين وممثلين عن مراكز الأبحاث.
وقال الطالقاني: إن "العلاقة بين الشيعة والأكراد لا تختلف كثيرا عن العلاقة بين جميع مكونات الشعب العراقي، فهي تمتد بجذورها إلى صفحات التاريخ المليء بالتجارب، سواء على صعيد المنافسة أو التحالفات، وبرغم الاختلافات القومية والمذهبية، أظهرت علاقاتنا الانسانية قدرتنا على التكيف مع التحولات وذلك يعود إلى القواسم المشتركة التي تحتم علينا جميعا أن نتجاوز التحديات".
وأوضح، "من خلال استقراء التاريخ نجد أن اشتباك المصالح يجعل كل طرف يمر بمراحل متنوعة، فحينما يتعاون الطرفان على مواجهة الظلم والاستبداد استطاعوا تحقيق إنجازات ملموسة لكن عندما تحوّلت العلاقة إلى منافسة أو تقاطع مصالح وهو ما يضعنا جميعا أمام تحديات وانقسامات تستغلها القوى المختلفة لتوسيع الهوة بيننا".
وأكد الطالقاني، "جلستنا اليوم تبرز تقارب جديد إذا تم التركيز على القيم المشتركة، كالإنصاف وهو خير ما عبر عن الامام علي عليه السلام (الانصاف شيمة الأشراف)، وكذلك تعزيز التعايش السلمي ونشر التسامح وخدمة الناس تحت سقف الوطن".
وأشار الطالقاني، إلى أنه "يمكن للنجف بمؤسساتها الدينية والاجتماعية والثقافية وبحكم مكانتها كحاضنة للإسلام المعتدل أن تلعب دورا في تعزيز الحوار الثقافي والفكري مع مؤسسات إقليم كردستان ما يفتح آفاقا جديدة للتعاون في مجالات كثيرة".
وتابع بالقول: "كما لا يمكننا أن نغفل عن تحدياتنا الداخلية وتأثيرها على العلاقة بشكل عام، فالقوى السياسية الشيعة تمر بين فترة وأخرى بمرحلة حرجة من حيث وجود خلافات داخلية وتنافس سياسي، وكذلك الأكراد يواجهون انقسامات بين الأحزاب السياسية والتحديات الأخرى، هذه المشاكل قد تعيق بناء علاقات قوية ما لم يتم التعامل معها بحكمة".
ولفت إلى أن "تجاوز الخلافات الداخلية والعمل على تعزيز وحدة الصف الداخلي لكل طرف سيعزز من قدرتنا على بناء علاقة شراكة استراتيجية تخدم الجميع"، مبينا أن "النجف الأشرف بمكانتها الدينية والفكرية تعد رمزا للإسلام الإنساني الذي يدعو إلى الحوار الهادف والعملي، مما يجعل هذه الخصوصية مرجعا ليس للنجف أو الشيعة بل لجميع العراقيين الذين يبحثون عن صوت يحمل في حركاته وسكناته العقل، وأن نكون وسطاء ناصحين من خلال مراكزنا البحثية ومؤسساتنا في زمن تتصاعد فيه النزاعات".
وشدد الطالقاني على أن "العلاقة بين الشيعة والأكراد ليست مجرد علاقة سياسية عابرة بل هي جزء من النسيج الوطني العراقي الذي يتطلب منا أن نمر عبر الاختبار الصعب وتعزيز هذه العلاقة عبر إرادة حقيقية، لخلق بيئة تسودها الثقة المتبادلة والاحترام، مع التركيز على القيم المشتركة والتحديات التي تواجه الطرفين".
وقال: "نحن في ملتقى النبأ للحوار ومنذ أكثر من عقد من الزمن، كما هم بقية الشركاء الأعزاء وبالخصوص مركز رووداو نمتلك اليوم دورا محوريا في تعزيز العلاقات الثنائية، من خلال منصاتنا الفكرية والحوارية التي تهدف إلى تقريب وجهات النظر وتجاوز الخلافات عبر، بناء جسور الحوار بين الأطراف المختلفة لفتح نقاشات عميقة ومباشر وتسهيل التفاهم بين النخب الدينية والسياسية والاجتماعية سواء في النجف أو اقليم كردستان بل جميع محافظاتنا العزيزة.
وأضاف، "يمكننا اليوم دعم المشاريع الثقافية المشتركة التي تسلط الضوء على المشتركات القائمة على قيم التعددية والاحترام المتبادل ونبذ العنف والظلم والتمييز والتهميش"، موضحا "بأوقات كثيرة قدمنا تحليلا لأزماتنا الداخلية، ورؤى عملية تساعد على تقليل أثرها السلبي على العلاقة الثنائية، لذلك نرى اليوم ومن خلال هذا الملتقى أنه يمكن للنجف أن تكون ذات تأثير أقوى، لأنها مركز للإسلام المعتدل وحاضنة للاعتدال، بما في ذلك إقليم كردستان".
وذكر "اعتقد نحن بحاجة الى إشراك الشباب والمجتمع عبر دعم المبادرات بين أبناء النجف وأربيل من خلال استضافة متبادلة سواء على مستوى النخب أو المؤسسات، وإطلاق حملات فكرية وإعلامية لمواجهة الفكر المتطرف الذي قد يعيق التعاون بين الطرفين، وإنتاج محتوى يعكس قصص النجاح ومن ضمنها مؤتمرنا هذا".
واختتم كلمته بالقول: "بعد سنوات من التعاون بين ملتقى النبأ للحوار ومركز رووداو للدراسات تمكننا اليوم أن نكون جزءا من المشهد العام والخاص في بناء علاقة متينة وتحديدا هنا في محافظة النجف الأشرف، وهو جزء من حراك نخبوي وثقافي نأمل أن ينعكس إيجابا على استقرار العراق ووحدته".
المصدر: وكالة النبأ الإخبارية
اضف تعليق