العراق - كردستان

وفاة مصاب بالحمى النزفية في دهوك

معدلات الإصابة خلال السنتين الأخيرتين تصاعدت بنسب كبيرة. ع

توفي شخص مصاب بالحمى النزفية، الثلاثاء، في مستشفى ازادي بمدينة دهوك وهو من سكان ناحية بعشيقة بمحافظة نينوى.

وفي وقت سابق، أفادت وزارة الصحة بعدم وجود سيطرة على الحشرة الناقلة للحمى النزفية لغاية الوقت الحالي، داعية الجهات المختصة إلى ملاحقتها والقضاء عليها، مشددة على ضرورة اعتبار جميع اللحوم مصابة بالفايروس، مجددة المطالبة بأهمية الكشف المبكر من قبل المصابين عن حالاتهم.

وقال مدير دائرة الصحة في الوزارة رياض عبد الأمير، إن «وزارة الصحة لم تدخر جهداً في تنفيذ إجراءات الخطة السنوية التي نحدثها دورياً للسيطرة على الحمى النزفية».

وتابع عبد الأمير، أن «هذا المرض سجل في العراق في عام 1979، لكن معدلات الإصابة خلال السنتين الأخيرتين تصاعدت بنسب كبيرة».

وأشار، إلى أن «وزارة الصحة تقوم بالإجراءات الوقائية التي تشمل رش المبيدات لمنازل المصابين وتوفير مستلزمات التشخيص والعلاج».

ودعا عبد الأمير، «الدوائر الأخرى إلى القيام بمهامها الكفيلة لمنع انتشار هذا المرض، وأهمها وزارة الزراعة من خلال رش المبيدات في الأوقات المخصصة لاسيما الموسمية من أجل قتل حشرة القراد».

وأعرب، عن «اسفه لعدم وجود سيطرة على هذه الحشرة الناقلة للحمى النزفية لغاية الوقت الحاضر، ولذلك نجد أن المرض ما زال منتشراً».

وأهاب عبد الأمير، بـ«وزارة الزراعة لتكثيف حملاتها لإبادة هذه الحشرة وزيادة التغطية بالمبيدات».

وأكد، أن «الوزارة من ناحيتها لديها حملات توعية لربات المنازل والقصابين بضرورة التعامل الحذر من اللحوم».

ونصح عبد الأمير، بـ«اعتبار جميع اللحوم التي يشتريها المواطنون من الأسواق على أنها مصابة ويتم التعامل معها على هذا الأساس»، مشدداً على «وجود العديد من الإصابات قد حصلت نتيجة تقطيع اللحوم بعيداً عن الإجراءات الوقائية».

ويواصل، أن «دخول هذا الفايروس يكون من خلال تعرض الشخص الذي يقطع اللحم المصاب إلى جرح يساعد على التوغل في الجسم».

ومضى عبد الأمير، إلى أن «أغلب الإصابات قد طالت القصابين ورعاة الأغنام وربات المنازل، لذلك ندعو هذه الشرائح لاتخاذ جانب الحذر في التعامل مع اللحوم».

من جانبه، ذكر المتحدث باسم الوزارة سيف البدر، أن «العراق ليس البلد الوحيد الذي يسجل إصابات بالحمى النزفية، بل هناك إصابات تسجل في جميع دول العالم».

وتابع البدر، أن «عدد الإصابات خلال هذه الأشهر سوف نجدها أقل مما تم تسجيله العام الماضي، وبنحو ملحوظ».

وشدد، على «ضرورة أن يكون لدى المواطن العراقي الوعي من خلال الانتباه إلى الاعراض بنحو مبكر».

وأكد البدر، أن «مئات المصابين قد تماثلوا إلى الشفاء لأنهم راجعوا المستشفيات في وقت مبكر قبل أن يصلوا إلى مرحلة الخطر».

ويواصل، أن «الحمى النزفية هو مرض خطير، لكن البروتوكول العلاجي المعتمد من قبل وزارة الصحة هو بروتوكول عالمي، ولدينا في كل مستشفى ردهة خاصة بالحالات الوبائية».

وتحدث البدر، عن «نقطة سهلة جداً في ستراتيجية مواجهته، بأنها تصيب فئات محددة وهم مربي الماشية والجزارين والقصابين والذين لديهم احتكاك مع الحيوانات».

ويجد، أن «التركيز على هذه الفئات سوف يساعدنا في احتواء هذا المرض»، مطمئناً الرأي العام بأن «مؤسسات وزارة الصحة قادرة على التعامل مع هذه الحالات».

وتابع البدر، أن «كل مستشفى في محافظات العراق كافة وإقليم كردستان توجد فيها ردهة للعزل تخص المصابين بالأمراض الوبائية ويتوافر لديها البروتوكول العلاجي الخاص بالحمى النزفية».

ويسترسل، أن «هذا البروتوكول اثبت فعاليته، لكن مع ضرورة أن يكون تشخيص المرض بنحو مبكر»، مبيناً أن «جميع الامراض إذا تأخر الكشف عنها، فأن فرص الشفاء سوف تقل».

ويؤكد البدر، أن «جميع الوفيات التي سجلها العراق، كان سببها تأخر المصابين في مراجعة المؤسسات الصحية ولعل ذلك يعود إلى قلة الوعي».

وحذر، «من التهاون مع هذا المرض لاسيما للذين لديهم احتكاك مباشر مع الحيوانات، مع الإشارة إلى أن الحمى النزفية فايروس انتقالي».

وأفاد البدر، بأن «مكافحة هذا المرض هي مهمة تشترك فيها العديد من الجهات، من بينها وسائل الاعلام في توعية المواطنين»، داعياً إلى «عدم التهويل من دون مبرر، لكن لا يعني ذلك تجاهل الفايروس».

ويتفق مع عبد الأمير، بأن «الجهة المعنية الأولى في مكافحة الفايروس هي وزارة الزراعة كونه ينتقل بين الحيوانات عبر حشرة القراد».

وأعرب البدر، عن «أسفه لوجود ظاهرة وهي الرعي والجزر العشوائيين في بعض المناطق الشعبية، وهذا أمر انتقل إلى العاصمة بغداد، وهنا تكون مهمة الجهات الأمنية والبلدية في مواجهتها».

منظمة الصحة العالمية كانت قد ذكرت ان انتقال «حمى القرم - الكونغو النزفية» إلى البشر يحدث إما عن طريق لدغات القراد أو بملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة.

ولا لقاح لهذا المرض عند الإنسان أو الحيوان، أما أعراضه الأولية فهي الحمى وآلام العضلات وآلام البطن، لكن عند تطوره، يؤدي إلى نزف من العين والأذن والأنف، وصولاً إلى فشل في أعضاء الجسم ما يؤدي الى الوفاة.

وتؤدي الإصابة بفايروس الحمى النزفية إلى الوفاة بمعدل يتراوح من 10 إلى 40 بالمائة من المصابين، وفق منظمة الصحة العالمية.

ويعدّ العراق من بين بلدان شرق المتوسط التي تتوطّنها حمى القرم - الكونغو النزفية، وفق المنظمة.

المصدر: وكالات 

اضف تعليق