في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، أعلنت مصر استعدادها للمشاركة في إعادة إعمار السودان، لتكون بذلك أول دولة عربية تتخذ هذه المبادرة.
وأكد رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، دعم بلاده الثابت للسودان ومؤسساته الوطنية، معربًا عن تطلعه لانتهاء الأزمة السودانية بما يسهم في الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية وتحقيق الاستقرار.
وخلال لقائه بوزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، في مقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، أكد مدبولي أن الشركات المصرية مستعدة للمشاركة في جهود الإعمار، بهدف تحقيق التعافي المبكر وتحسين الأوضاع في السودان في أقرب فرصة ممكنة.
كما أشار إلى، أن مصر قدمت دعمًا إنسانيًا متواصلاً للأشقاء السودانيين عبر الهلال الأحمر المصري.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية السوداني عن تطلع بلاده للاستفادة من الخبرات المصرية، كاشفًا عن اختيار شركة مصرية لتنفيذ أول مشروع إعادة إعمار في السودان، ومؤكدًا ترحيبه بالتعاون مع الشركات المصرية الأخرى للمساهمة في هذه الجهود.
كما أبدى تطلعه لاستقبال مسؤولين مصريين لمزيد من التنسيق المشترك في المرحلة المقبلة.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحفي مشترك، عن تشكيل فريق عمل مشترك بين البلدين لتنفيذ مشاريع الإعمار، مشددًا على أن مصر ستلعب دورًا فاعلًا في إعادة بناء السودان بعد الدمار الذي خلفته الحرب.
وأضاف عبد العاطي، أن المباحثات الثنائية جرت في أجواء من الود والأخوة والشفافية، ما يعكس الإرادة السياسية الجادة لتوطيد العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى استئناف أعمال اللجنة المصرية-السودانية المشتركة بعد توقف دام أكثر من سبع سنوات.
كما نقل عبد العاطي تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، معربًا عن تطلع مصر لمشاركته في قمة القاهرة حول القضية الفلسطينية، حيث تم التأكيد على حضور البرهان كضيف شرف في القمة.
وفي تطور لافت، أعرب وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، عن تفاؤله بانتهاء الحرب في البلاد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مشيرًا إلى مؤشرات إيجابية قد تساهم في استعادة الأمن والاستقرار.
ووفقًا لتصريحات نقلتها صحيفة "السوداني"، جاءت هذه التوقعات خلال توقيع شراكة بين المستشارية الطبية في السفارة السودانية بالقاهرة وشركة طبية مصرية، تهدف إلى تقديم خدمات علاجية مخفضة للسودانيين في مصر.
كما بعث الشريف رسالة رسمية إلى الاتحاد الأفريقي، أشار فيها إلى أن الجيش السوداني وقواته المتحالفة قد فرضوا سيطرتهم على مختلف أنحاء البلاد، داعيًا مجلس السلم والأمن الأفريقي إلى إعادة تقييم موقف الاتحاد من السودان في ضوء التطورات الأخيرة.
منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل 2023، بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تعاني البلاد من وضع إنساني كارثي، حيث خلفت الحرب الآلاف من القتلى والجرحى ونزوح الملايين.
ورغم محاولات أطراف عربية وأفريقية ودولية للتوسط لوقف إطلاق النار، إلا أن الجهود الدبلوماسية لم تنجح حتى الآن في التوصل إلى اتفاق دائم للسلام.
لكن وسط هذه التحديات، تمثل مبادرة إعادة الإعمار التي أعلنتها مصر خطوة حيوية نحو إصلاح ما دمرته الحرب، وفتح أفق جديد لتحقيق الاستقرار والتنمية في السودان.
م.ال
اضف تعليق