وكالة النبأ
وسط دخان الحروب المشتعلة والتوازنات المتأرجحة، يدخل الشرق الأوسط عام 2025 مثقلاً بتركات الماضي، لكنه محاط بملامح مستقبل غامض، فمن من شوارع غزة التي تحاول النهوض من تحت الركام، إلى دمشق التي تبدّل نظامها بوجه غير مألوف، ومن بغداد التي تبحث عن توازنها وسط التنافس الإقليمي، إلى الرياض التي تخوض سباقا مع الزمن لتقليل اعتمادها على النفط... المنطقة ترسم ملامح حقبة جديدة لا يمكن التكهن بنتائجها.
وكالة النبأ تتابع عن كثب هذا المشهد المتشابك، وتستعرض لكم أبرز التحولات السياسية والاقتصادية المتوقعة، وفقا لأحدث التقارير والدراسات الدولية، في محاولة لفهم، فهل يقف الشرق الأوسط على أعتاب نهضة، أم ينجرف نحو مزيد من الفوضى؟
المشهد السياسي
من المتوقع أن يشهد الشرق الأوسط في عام 2025 تحديات سياسية مرتبطة بقادة قدامى في دول مثل إسرائيل، تركيا، وإيران. في إسرائيل، أدى ردها على هجوم حماس في عام 2023 إلى إضعاف أعدائها، لكنه أضر بدعمها الدولي، مع غياب حل طويل الأمد للسلام مع الفلسطينيين.
وفي إيران، يشير احتمال خلافة المرشد الأعلى علي خامنئي من قبل ابنه إلى احتمال حدوث عدم استقرار، مما قد يفتح الباب أمام مفاوضات رغم استمرار عدم الثقة، أما تركيا، فبينما تعزز نجاحاتها، تواجه تحديات في قيادة المعارضة السورية نحو الوحدة.
وتشير التوقعات إلى أن عام 2025 سيشهد تصاعدا في النزعات الشخصية في القيادة، والحمائية الاقتصادية، والاستقطاب الأيديولوجي، ومن المتوقع أن تؤدي عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض إلى تأثيرات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا والعلاقات مع الصين. قد تواجه الدول توترات في مجالات التجارة والتكنولوجيا، مع زيادة في الحمائية والحروب الاقتصادية، ومن المتوقع أيضا نقص في القيادة الجماعية فيما يتعلق بتغير المناخ، مع طموحات غير كافية، بينما قد تعاني المساواة بين الجنسين من تراجعات بسبب الحركات السياسية اليمينية المتطرفة.
علاوة على ذلك، قد يشهد عام 2025 زيادة في العسكرة وسباق تسلح نووي مقلق.
بحسب هافينغتون بوست المشهد الاقتصاديمن المتوقع أن يتسارع النمو الاقتصادي في المملكة العربية السعودية في عام 2025 بفضل زيادة إنتاج النفط، بعد تخفيضات منذ أواخر عام 2022، وتشير التوقعات إلى أن اقتصاد المملكة سيتوسع بنسبة 4.4% في عام 2025، وهو الأسرع في ثلاث سنوات، مقارنة بنسبة 1.3% المتوقعة لهذا العام.
ومن المتوقع أن تقود الإمارات العربية المتحدة المنطقة بمعدل نمو 4.9% في عام 2025، بينما يُتوقع أن يبلغ معدل النمو في قطر 2.7%. كما يُتوقع أن تشهد دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، بما في ذلك البحرين، الكويت، وعمان، نموا أيضا.
ورغم نمو الإيرادات غير النفطية، إلا أنها لن تحل بالكامل محل إيرادات النفط على المدى الطويل، فمن المتوقع أن يظل التضخم في المنطقة مستقرا، ويتراوح بين 0.8% و3.0%.. بحسب رويترز.
ويتوقع صندوق النقد الدولي انتعاشا في النمو بنسبة 4% في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العام المقبل، بشرط التخلص التدريجي من تخفيضات إنتاج النفط وتخفيف الرياح المعاكسة الأخرى مثل الصراعات.
بالنسبة لعام 2024، من المتوقع أن يكون النمو في المنطقة بطيئا بنسبة 2.1%، وهو تعديل نزولي بنسبة 0.6% عن تقرير الصندوق في أبريل، ويرجع ذلك أساسا إلى الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس وتمديد تخفيضات إنتاج النفط من قبل أوبك+.
ولا تزال المخاطر مائلة نحو الجانب السلبي، ويدعو صندوق النقد الدولي إلى إصلاحات هيكلية في مجالات الحوكمة وأسواق العمل لتحسين آفاق النمو على المدى المتوسط.
من المتوقع أن يتم السيطرة على التضخم تدريجيًا ليصل إلى متوسط حوالي 3% في عام 2024، باستثناء دول مثل مصر، إيران، والسودان.
ومن المتوقع أن تتعامل الدول المصدرة للنفط في المنطقة مع المخاطر المحتملة بشكل أفضل بفضل النمو القوي في القطاع غير النفطي، المدفوع ببرامج الاستثمار التي تقودها الحكومة.
بحسب رويترز مبادرات إعادة الإعمار في فبراير 2025، اجتمع قادة عرب من الخليج، مصر، والأردن في الرياض لتطوير خطة لإعادة إعمار غزة، بهدف مواجهة خطة دونالد ترامب للسيطرة على القطاع وإجلاء سكانه بشكل دائم، وتتضمن المبادرة العربية، بقيادة مصر، خطة من ثلاث مراحل تشمل التعافي وإعادة الإعمار دون تهجير السكان، مع تمويل يقدر بـ 53 مليار دولار من دول الخليج.
تهدف هذه الجهود إلى إبعاد حماس وإعادة السلطة الفلسطينية، مع التأكيد على إنشاء دولة فلسطينية، ف من المتوقع الإعلان الرسمي عن هذه الخطة في قمة القاهرة في مارس. بحسب إل باييس سوريا بعد انهيار نظام الأسدشهدت سوريا تحولا جذريا مع انهيار نظام بشار الأسد، تولى أحمد الشرع الرئاسة، مما أدى إلى تغييرات في التحالفات الإقليمية والدولية.
روسيا، التي كانت داعما رئيسيا للنظام السابق، اعترفت بالواقع السياسي الجديد سعيا للحفاظ على مصالحها وقواعدها العسكرية في المنطقة، هذا التغيير يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في سوريا، مع تحديات إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار السياسي.
بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية توقعات النمو الاقتصادي في المنطقةخفّض البنك الدولي توقعاته لنمو منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2025 إلى 3.4%، مقارنة بتوقعاته السابقة التي كانت تشير إلى 3.8%.
يُعزى هذا التخفيض إلى التحديات المستمرة، بما في ذلك الصراعات الإقليمية وتقلبات أسعار النفط.
ومع ذلك، هناك تفاؤل حذر بشأن تحقيق انتعاش اقتصادي في السنوات القادمة إذا تم تنفيذ إصلاحات هيكلية فعّالة.
بحسب صحيفة الشرق الأوسط مستقبل الاقتصاد الإقليميتشير التحليلات إلى وجود خمسة محاور أساسية ستشكل مستقبل اقتصاد الشرق الأوسط في عام 2025، فالوضع الجيوسياسي وأسعار النفط بما تؤثر التوترات السياسية على استقرار أسعار النفط، مما ينعكس على اقتصادات الدول المنتجة والمستهلكة، وصولاواعتماد السعودية على النفط فبرغم جهود التنويع الاقتصادي، لا تزال المملكة تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط، مما يجعل اقتصادها عرضة لتقلبات السوق العالمية.
وكذلك عدم الاستقرار السياسي في دول رئيسية بما تؤثر الأوضاع السياسية غير المستقرة في بعض دول المنطقة على جاذبية الاستثمار والنمو الاقتصادي.
وصولا الى التطورات التكنولوجية حيث يمكن للتكنولوجيا أن تلعب دورا محوريا في تعزيز الإنتاجية وتوفير فرص عمل جديدة، خاصة مع تزايد الاستثمارات في هذا القطاع.
وختاما بالتغيرات المناخية التي تتطلب التحديات البيئية استراتيجيات مستدامة لضمان استقرار الموارد الطبيعية وحماية الاقتصادات من المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي. بحسب وكالة الشرق بلومبرغ
اضف تعليق