لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم في حادث حريق اندلع بسفينة راسية على رصيف ميناء "دير" بمحافظة بوشهر جنوبي إيران، إثر انفجار وقع أثناء عمليات اللحام على متن السفينة، التي كانت محملة بمواد كيميائية قابلة للاشتعال، من بينها الميثانول.

وأظهرت مقاطع مصورة تصاعد ألسنة اللهب وسحباً كثيفة من الدخان الأسود تغطي أرجاء الميناء، فيما هرعت فرق الإنقاذ والإطفاء إلى موقع الحادث.

وقال المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الإيراني، في تصريح لوكالة "تسنيم" الايرانية، إن "بلاغاً ورد بشأن اندلاع حريق في سفينة عند رصيف شركة كاوه للميثانول، وتم إرسال سيارة إسعاف ومركبتين مزودتين بمعدات إنقاذ إلى المكان بشكل فوري".

من جهته، أوضح محافظ مدينة دير أن الحريق اندلع نتيجة انفجار خلال أعمال لحام على متن السفينة، مشيرًا إلى أن فرق الطوارئ لا تزال تحاول احتواء الحريق ومنع امتداده إلى السفن المجاورة أو منشآت الميناء.

ويأتي هذا الحادث بعد أسابيع فقط من انفجار مدوٍ شهده ميناء رجائي في بندر عباس أواخر أبريل الماضي، والذي أدى إلى مقتل 70 شخصًا وإصابة أكثر من 1200 آخرين، إضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية للميناء ومرافق التخزين، مما ألحق أضرارًا جسيمة بسلاسل الإمداد والتصدير الإيرانية.

وكان رئيس منظمة تكنولوجيا المعلومات الإيرانية، محمد حسن صدر، قدّر الخسائر الاقتصادية التي لحقت بالتجار نتيجة انفجار بندر عباس بما يتراوح بين 3 إلى 4 مليارات دولار، مرجعًا ذلك إلى "قصور خطير في أنظمة إدارة البضائع والتخليص الجمركي".

ويُشار إلى أن ميناء "دير" يقع على ساحل الخليج العربي، في محافظة بوشهر الغنية بالمنشآت الصناعية والبتروكيمياوية، ويشكل أحد النقاط الحيوية لحركة نقل المشتقات الكيميائية والغازية في إيران. فيما يُعد ميناء رجائي – الذي تأثر سابقًا – أكبر ميناء تجاري في البلاد، ويقع جنوب إيران على مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو خمس صادرات النفط العالمية.

الحادث الأخير يعيد إلى الواجهة تساؤلات متزايدة حول إجراءات السلامة في الموانئ الإيرانية، وسط مطالبات بتحقيقات شفافة وتعزيز أنظمة الوقاية في المنشآت الملاحية والصناعية.


م.ال

اضف تعليق