أعلن رئيس تيار المستقبل اللبناني النائب سعد الحريري، اليوم الخميس، عن تأييده ترشيح ميشيل عون رئيسا للبنان، مؤكدا أن عون سيكون رئيسا لجميع اللبنانيين.
وصرح سعد الحريري، في كلمة له من بيت الوسط، أن "الوضع في لبنان خطر جدا وينذر بحرب أهلية"، مؤكدا أنه كان قد حذر "مرار وتكرارا من مخاطر الفراغ الرئاسي وضرورة العمل لحماية لبنان من تداعياته".
وقال الحريري "إلى متى سنبقى قادرين على حماية لبنان من نيران المنطقة في حال استمرار الفراغ الرئاسي؟"، مضيفا أن الخيارات السابقة لم تأت برئيس وبقي العماد عون الخيار الأخير خصوصاً مع تبني "القوات" ترشيحه. بحسب روسيا اليوم.
وكانت مصادر سياسية قالت، الأربعاء، إن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري يعتزم تأييد تولي عون منصب الرئاسة الشاغر، وفق ما أفادت به وكالة رويترز.
وذكرت المصادر السياسية أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تولي عون الحليف السياسي لجماعة حزب الله رئاسة الدولة بينما يصبح الحريري رئيسا للوزراء للمرة الثانية.
تجدر الإشارة إلى أنه نتيجة للصراع السياسي، فإن منصب الرئيس اللبناني ظل شاغرا منذ عامين ونصف العام، علما بأن منصب الرئيس في لبنان مخصص للمسيحيين الموارنة ضمن نظام لتقاسم السلطة بين الطوائف.
هذا ومن المقرر عقد الجلسة البرلمانية المقبلة لانتخاب رئيس في 31 أكتوبر/تشرين الأول.
وتأتي مبادرة الحريري رئيس أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب اللبناني بإيصال عون رئيس أكبر كتلة مسيحية برلمانية إلى الرئاسة، بعد جولات من المشاورات الداخلية والخارجية استمرت قرابة ثلاثة أسابيع لإنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ 25 مايو/أيار 2014.
موقف الحريري أحدث تداعيات سياسية تمثل أبرزها في إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه وكتلته النيابية لن يصوتا لعون، حسبما صرح معاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل، حيث قال هذا الأخير "سنصوت ضد عون وسنذهب إلى المعارضة".
وبحسب مراقبين، فإن انتقال بري إلى المعارضة في حال انتخاب عون رئيسا في جلسة البرلمان الانتخابية المقبلة في 31 أكتوبر/تشرين الأول، يعني عزوف بري عن المشاركة في الحكومة الذي يفتح الباب أمام انقسام جديد وأزمة سياسية جديدة في لبنان.
بدوره، علق رئيس "اللقاء الديموقراطي" الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على تفاهمات الحريري وعون في تغريدة على (تويتر)، قائلا "وإن كانت الظروف الاستثنائية في البلاد تقتضي تسوية استثنائية، حبذا لو أُخذ في الاعتبار رأي اللقاء المتنوع والديموقراطي". وتابع أن "اللقاء ليس قطيعا من الغنم".
ويتوقع مراقبون أن يتشكل محوران سياسيان جديدان في حال انتخاب عون رئيسا للبلاد، يضم الأول تحالف بري والمرشح الرئاسي لزعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية وعدد من الأطياف السياسية وشخصيات مستقلة إسلامية ومسيحية، مقابل تحالف يضم الحريري وعون وزعيم "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع.
في حين لن يتمكن حزب الله من أن يكون في أحد المحورين لوجود حلفاء له في كل منهما.
وكان البرلمان اللبناني قد فشل على مدى 45 جلسة سابقة في انتخاب رئيس جديد للبلاد نظرا لتعذّر انعقاد جلسة برلمانية بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني واختلاف الكتل النيابية على المرشح الملائم، مما أدى إلى حالة من الشلل البرلماني والحكومي انعكست سلبا على الأوضاع الاقتصادية والخدماتية في لبنان. انتهى/خ.
اضف تعليق