وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تسليح قوات كردية تقاتل ارهابيي تنظيم داعش في سوريا، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
وقالت متحدثة باسم البنتاغون إن تحالف قوات سوريا الديمقراطية، الذي تقوده وحدات حماية الشعب الكردية، "سيزود بأسلحة ومعدات للمساعدة في طرد تنظيم داعش من معقله في الرقة".
وأوضحت المتحدثة "ندرك تماما المخاوف الأمنية لتركيا شريكتنا في التحالف.. نود طمأنة شعب وحكومة تركيا بأن الولايات المتحدة ملتزمة بمنع أي أخطار أمنية إضافية وبحماية شريكتنا في حلف شمال الأطلسي".
ويعد تزويد قوات كردية بالسلاح قضية شائكة للإدارة الأمريكية، إذ أن هذا الأمر من المؤكد سيثير غضب تركيا، التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردي جماعة إرهابية.
وتريد تركيا منع الأكراد من السيطرة على المزيد من الأراضي في سوريا.
وقال البنتاغون إن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس تحدث هاتفيا مع نظيره التركي فكري إشيق، دون الكشف عن تفاصيل هذه المحادثة. ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من جانب المسؤولين الأتراك أيضا.
ويحصل تحالف قوات سوريا الديمقراطية، الذي يضم ميليشيات كردية وعربية، على دعم بالفعل من قوات أمريكية بالإضافة إلى غطاء جوي من جانب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة أمدت سابقا الجناح العربي المنضوي تحت قوات سوريا الديمقراطية والذي يعرف بـ"التحالف العربي السوري" بأسلحة خفيفة وعربات مدرعة.
وتقاتل قوات كردية من وحدات حماية الشعب الكردي عناصر تنظيم داعش للسيطرة على مدينة الطبقة، وهي مركز سيطرة تابع لتنظيم داعش يبعد فقط 50 كيلومترا عن الرقة.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردي امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تقاتله أنقرة منذ عقود.
ونفذت تركيا الشهر الماضي غارات جوية ضد أهداف تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي في سوريا، ووصفتها بأنها "ملاذات إرهابية".
وصرح مصدر في البنتاغون أن التسليح سيتضمن "ذخيرة وأسلحة خفيفة ورشاشات ثقيلة وبنادق آلية وجرافات وآليات عسكرية" ولكنه أضاف أن واشنطن "ستعمل على استعادة هذه الأسلحة في وقت لاحق بعد هزيمة التنظيم المتشدد.
ولم يحدد مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية موعد بدء تزويد الأكراد بهذه الأسلحة.
من جهته قال ريدور خليل، الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، إن قرار البيت الأبيض بتسليح الوحدات بشكل رسمي منصف، على الرغم من صدوره متأخرا بعض الشيء.
وأضاف خليل في بيان صحفي، اليوم الأربعاء، أن "قرار البيت الأبيض بتسليح وحدات حماية الشعب كان منصفا ومعبرا عن الثقة التي خلقتها مواقف ومعارك خاضتها الوحدات نيابة عن العالم ضد الإرهاب بكل أشكاله، بما في ذلك إرهاب تنظيم "داعش".
وأشار الناطق باسم وحدات حماية الشعب في بيانه إلى أن "الوحدات تثمن هذا القرار التاريخي، وتعلن أنها وبالتنسيق مع التحالف الدولي، ستتمكن من دحر كل قوى الظلام، لبناء سوريا الحرة، لكل أبنائها دون تمييز أو إقصاء".
واعتبر خليل القرار الأمريكي "صحيحا، ويظهر زيف كل الادعاءات الباطلة ضد وحداتنا، وقواتنا، لتشويه صورتها، والتقليل من أهمية دورها في مكافحة الإرهاب".
فيما قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم الأربعاء، إن كل سلاح يحصل عليه مسلحو وحدات حماية الشعب الكردية السورية يعد تهديدا لتركيا مؤكدا معارضة أنقرة لاتفاق أمريكي بتسليح مقاتلي الوحدات لقتال تنظيم داعش.
وقال تشاووش أوغلو في تصريحات بثتها قناة (تي.آر.تي) الإخبارية الرسمية التركية على الهواء مباشرة "حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب تنظيمان إرهابيان ولا يختلفان عن بعضهما إلا في الاسم. كل سلاح تحصل عليه (الوحدات) تهديد لتركيا".
وتابع أن هناك مقاتلين عربا ضمن قوات سوريا الديمقراطية مضيفا أن هؤلاء هم من يجب أن يدخلوا الرقة. ووحدات حماية الشعب الكردية جزء أيضا من قوات سوريا الديمقراطية.
وأوضح أن الولايات المتحدة على دراية بموقف تركيا وإن هذه القضايا سيبحثها الرئيس رجب طيب إردوغان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما يزور واشنطن الأسبوع المقبل. انتهى/خ.
اضف تعليق