أعلنت السلطات السعودية، أنها ستقوم بتجميد الحسابات المصرفية للشخصيات التي أوقفت في المملكة على خلفية قضايا فساد، مؤكدة رفضها لأي معاملة تفضيلية.
وقال مركز التواصل الدولي التابع لوزارة الإعلام، في بيان، خلال ساعة متأخرة الأحد، إن المبالغ التي يتضح أنها مرتبطة بقضايا فساد، ستتم إعادتها إلى الخزينة العامة للدولة السعودية.
وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، السبت، حزمة أوامر ملكية، يقضي أحدها بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، للتحقيق في قضايا الفساد، واتخاذ ما يلزم تجاه المتورطين.
وقضى الأمر الملكي الذي نشرت نصه وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد، بصلاحيات واسعة تبدأ بحصر قضايا الفساد العام، ولا تنتهي بالتحقيق وأوامر القبض.
وقالت قناة العربية السعودية، نقلا عن مصادر (لم تحددها)، إنه تم إلقاء القبض على 11 أميرا و4 وزراء حاليين وعشرات سابقين بالبلاد؛ من قبل لجنة مكافحة الفساد المشكلة مساء السبت، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأضافت القناة أن لجنة مكافحة الفساد ستعيد فتح ملف سيول جدة (عام 2009) ووباء كورونا، دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل، أو أسماء من تم إيقافهم.
في السياق ذاته، كشف مصدر سعودي رسمي، اليوم الاثنين، عن الاتهامات الموجهة لعشرات الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال السعوديين المحتجزين على ذمة التحقيق في قضايا فساد.
وقال المصدر إن الاتهامات الموجهة لـ11 أميرا و4 وزراء وعشرات الوزراء السابقين، تشمل الرشوة والاختلاس وغسل الأموال واستغلال النفوذ.
وأضاف أن الملياردير الوليد بن طلال، ابن أخ الملك، وصاحب شركة المملكة القابضة، يواجه عددا من التهم تشمل غسيل الأموال، وتقديم رشاوي، وابتزاز بعض المسؤولين.
أما الأمير متعب بن عبد الله، الذي أعفي من قياد الحرس الوطني، فهو متهم بقضايا اختلاس وتوظيف وهمي وإرساء مشاريع مختلفة، ومنها عقود تشغيل وصيانة على شركاته الخاصة، بما في ذلك عقود غير شرعية بـ10 مليارات دولار لأجهزة اتصال لاسلكي، وآخر لملابس عسكرية واقية من الرصاص بمليارات الريالات.
ووجهت للأمير تركي بن عبد الله، أمير الرياض السابق، تهم التدخل في مشروع قطارات الرياض، وتهم فساد في المشروع ذاته، واستغلال نفوذ في ترسية مشاريع على الشركات التابعة له، بشكل مباشر وغير مباشر.
كما أنه تم اتهام وزير المالية السابق إبراهيم العساف، عضو مجلس إدارة شركة أرامكو، باختلاسات من ضمنها مشروع توسعة الحرم المكي، ونزع الملكيات في المناطق المجاورة له، بالإضافة إلى استغلاله لمنصبه لمعرفته بمعلومات بشراء أراضي بأسعار كبيرة، قبل نزع ملكيتها والإعلان عن ذلك في المنطقة المجاورة للحرم.
واعتقلت السلطات السعودية، في وقت متأخر يوم السبت، هؤلاء الأمراء والمسؤولين، بعد أن أعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، عن تشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، ابنه البالغ من العمر 32 عاما، والذي حصل على سلطات واسعة على مدى العامين الماضيين.
ومنحت اللجنة الجديدة سلطات واسعة للتحقيق في القضايا وإصدار أوامر اعتقال وفرض قيود على السفر وتجميد الأصول.
من جهة اخرى لقي نائب أمير منطقة عسير، منصور بن مقرن، ومسؤولون سعوديون آخرون مصرعهم، أمس الأحد، بحادث تحطم مروحية في محافظة عسير.
وكشفت صحيفة "عكاظ" السعودية معلومات عن قائد الطائرة المنكوبة، قائلة إنه النقيب نايف وصل الله الربيعي، وهو من مواليد محافظة الطائف. درس في الطائف، والتحق بالعمل في عدد من القطاعات برتبة ملازم أول.
وذكرت الصحيفة أسماء الأشخاص الذين كانوا على متن المروحية، وهم: نائب أمير منطقة عسير الأمير منصور بن مقرن، ووكيل الإمارة سلمان الجريش، وأمين المنطقة صالح بن عبدالله القاضي، ومدير فرع الزراعة في عسير فهد الفرطيش، وعدد من المسؤولين.
وقالت إنهم كانوا في جولة بمحافظة ساحلية تبعد عن أبها نحو 60 كيلومترا، فيما تواردت أنباء غير رسمية أن جميع من كانوا في المروحية قد توفوا بعد تحطمها.
إلى ذلك، صرح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية بأن نائب أمير منطقة عسير قام، صباح أمس الأحد، بجولات تفقدية دورية، يرافقه مسؤولون في المنطقة، في طائرة مروحية على عدد من المشاريع الساحلية غربي مدينة أبها. وأكد أن الاتصال بالطائرة فُقد أثناء العودة مساء اليوم نفسه، في محيط محمية ريدة، وتقوم الجهات المختصة حاليا بعمليات البحث عن ناجين، حيث تم العثور على حطام الطائرة.
فيما رجح مراقبون ان يكون سقوط الطائرة متعمدا ويأتي في سياق تصفية محمد بن سلمان للامراء الذين قد يعارضون مشروعه السلطوي.
اضف تعليق