تتركز أعمال القمة العربية التي تستضيفها السعودية الأحد حول ثلاثة مواضيع رئيسية، هي الحرب عل سوريا التي تستعد لضربة غربية محتملة على خلفية هجوم كيميائي مزعوم، ومستقبل القدس قبل شهر من نقل السفارة الاميركية اليها، والحرب على اليمن.
الا ان الرياض ستسعى خلال القمة ال29 في مدينة الظهران في المنطقة الشرقية، الى التعبئة ضد ايران، خصمها الأكبر، قبل أسابيع من قرار أميركي مرتقب قد يؤدي الى انسحاب واشنطن من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الايراني، بحسب ما يرى محللون.
ويقول المحلل في معهد الدراسات الدولية والشؤون الاستراتيجية كريم بيطار ان السعودية ستدفع باتجاه موقف أكثر حزما ضد ايران، ليس بالضرورة حول الملف النووي، لكن أيضا بشأن النفوذ الايراني في دول عربية، وخصوصا العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وفي اليمن تشن السعودية على رأس تحالف عسكري حربا منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ويرى اندرياس كريغ، الاستاذ المساعد في الدراسات الدفاعية في كلية كينغز في لندن، ان السعودية والامارات ودولا عربية اخرى بينها مصر تقود الدفع نحو احتواء ايران في المنطقة. ويضيف ان السعودية توجهت أيضا نحو العراق من أجل محاولة بناء علاقات والتعامل مع الميليشيات هناك.
وتابع يمكن القول ان ايران في صلب القمة.
هجوم سوريا
ويشارك في القمة قادة ومسؤولون من 21 دولة عربية من أعضاء جامعة الدول العربية ال22، وتغيب سوريا التي لا تزال عضويتها معلّقة منذ ان اتخذ قرار بذلك قبل نحو سبع سنوات على خلفية التظاهرات المطالبة بالتغيير في بداية النزاع.
وتنعقد القمة في وقت تواجه إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الحليف الرئيسي للسعودية، اختبارا صعبا حيال كيفية التصرف في سوريا بعد التقارير عن استخدام أسلحة كيميائية في هجوم في الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وكان ترامب أعلن عن ضربة وشيكة على سوريا، لكنه عاد كتب في تغريدة لم أقل قط متى سينفذ الهجوم على سوريا. قد يكون في وقت قريب جدا أو غير قريب على الإطلاق.
ومن المتوقع أن يصدر عن القمة بيان بشان الهجوم في سوريا حيث تدعم السعودية مجموعات مسلحة معارضة.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة رسمية لباريس هذا الاسبوع ردا على سؤال حول إمكانية انضمام بلاده إلى ضربات محتملة في سوريا، إذا كان تحالفنا مع شركائنا يتطلب ذلك، فسنكون جاهزين.
وبعد سنوات من المطالبة بتنحي الاسد، بدّلت السعودية من موقفها وبدت على لسان ولي العهد الشاب مقتنعة بأن الرئيس السوري باق.
ويوضح بيطار ان القوى الاقليمية التي بدت في السابق مصممة على إسقاط النظام السوري، وخصوصا السعودية وتركيا، قبلت الآن بالوضع الراهن، وبأن الاسد باق.
لكنه يضيف ان الايرانيين يدركون جيدا بدورهم أن الأسد غير قادر على تسيير الامور وحده، وقد بدأوا يقتنعون بانه سيتوجب عليهم أن يتفاوضوا حول حدود نفوذهم في سوريا. انتهى/خ.
المصدر: أ ف ب
اضف تعليق