كشف حساب العهد الجديد عن انتهاء الأجهزة الأمنية السعودية من إعداد قائمة جديدة للاعتقالات، موضحا بأن البدء في تنفيذها بانتظار الأوامر من قبل ولي العهد محمد بن سلمان.
وقال العهد الجديد، في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر تويتر، "حملة اعتقالات جديدة على الأبواب القائمة صدرت، والتنفيذ بانتظار الأوامر!".
وكانت السلطات السعودية قد شنت حملة اعتقالات واسعة في شهر سبتمبر/أيلول الماضي استهدفت دعاة إسلاميين وأكاديميين ومحللين سياسيين واقتصاديين وكتاب صحف وشعراء، وذلك في محاولة منها لإخماد أية أصوات معارضة للانتقال المتوقع للسلطة لمصلحة ولي العهد الحالي، محمد بن سلمان، بالإضافة إلى الانتقادات الموجهة لرؤية 2030 الاقتصادية التي أطلقها.
وبخلاف الأسماء البيرة التي اعتقلتها السلطات السعودية من أمثال الداعية سيمان العودة وعلي العمري وعصام الزامل، اعتقلت السلطات السعودية الباحث في الشؤون التراثية في الجزيرة العربية، فواز الغسلان، من منزله في مدينة حائل شمال المملكة العربية السعودية واقتادته إلى مكان مجهول، وذلك على خلفية حديثه عن معركة انتصر فيها الشيخ جاسم آل ثاني، أحد أجداد حاكم قطر الحالي، على آل نهيان (حكام أبوظبي) قبل 130 سنة، مؤكداً أن آل نهيان ما زالوا يعانون من عقدة هذه الهزيمة على يد قطر.
واعتقلت السلطات السعودية أيضاً الأستاذ المساعد في قسم الشريعة بجامعة الإمام في الرياض، سامي الماجد. كذلك اعتقلت الباحث الإسلامي والأكاديمي، علي أبو الحسن، والناشط الإسلامي الداعية عبد الرحمن اللحياني، والمغرد الشهير، يوسف الملحم، والذي اعتقل على خلفية عدم اشتراكه في الحملة الإعلامية ضد قطر.
كذلك منعت السلطات السعودية عشرات الدعاة من السفر من دون اعتقالهم وعلى رأسهم الشيخ محمد العريفي والشيخ صالح المغامسي والشيخ منصور السالمي وأجبرتهم على توقيع تعهدات خطية تقضي بعدم الحديث عن أي قضية سياسية.
ولم توجه السلطات السعودية حتى الآن أي تهمة رسمية للمعتقلين الذين تقول مصادر العربي الجديد إنهم تجاوزوا 150 معتقلاً حتى الآن، بعضهم نُقل إلى سجن الحائر وسط الرياض وبعض آخر منهم أودع في شقق وأماكن مجهولة تابعة لجهاز أمن الدولة الذي يأتمر بشكل مباشر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وينحدر أغلب المعتقلين من خلفيات إسلامية تنتمي لتيار الصحوة واسع الانتشار في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ومن أبرز رموزه سلمان العودة وعوض القرني، بالإضافة إلى شعراء وإعلاميين لم يشاركوا في حملة الإساءة ضد دولة قطر.
وقالت السلطات السعودية، تزامنا مع بدء حملة الاعتقالات إنها كشفت خلية استخباراتية قامت بعقد ندوات ومؤتمرات لزعزعة أمن البلاد، لكن السلطات لم تعلن أسماء أعضاء هذه الخلية المزعومة، كما لم تقدم أي إثباتات تؤكد وجود هذه الخلية.
ويقول المراقبون السياسيون إن التهمة الحقيقية للمعتقلين هي رفضهم المشاركة في الحملة الإعلامية الموجهة ضد قطر وتأييد الحصار المفروض عليها. كذلك عارض جزء منهم سياسات رؤية 2030، والتي تهدف إلى خصخصة كافة القطاعات الحكومية السعودية وعلى رأسها شركة أرامكو النفطية.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، إن "السعودية تحوّلت إلى زنزانة كبيرة في عهد ولي العهد وحاكم البلاد الفعلي محمد بن سلمان، كذلك انتقدت منظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان هذه الاعتقالات ووصفتها بالجائرة وغير العادلة".انتهى/س
اضف تعليق