قال حامد بهرامي في مقال له على موقع "ذا ديلي كولر": إن الدول المتعاملة في النفط تفضل استقرار الأوضاع في إيران، ولكن مؤخرًا شهد العالم حالة سخط شديدة لدى الشعب الإيراني، اتضحت معها رغبته في الإطاحة بالنظام. وهو ما تجلى بوضوح منذ بداية العام الجاري، بعد أن اشتعلت مظاهرات عارمة في كافة أنحاء البلاد تندد بالأوضاع الاقتصادية المزرية وتنادي بوضوح بسقوط "النظام الدكتاتوري".
وما أشبه اليوم بالبارحة – يضيف بهرامي – إذ كان الإيرانيون قد احتشدوا في شوارع البلاد عام 1979 في ثورة ضد الدكتاتور محمد رضا بهلوي عميل الولايات المتحدة، بحسب الكاتب؛ بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وتمكنوا من الإطاحة به؛ ليحل محل الملكية نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ويرى النقاد أن طهران غارقة في مستنقع معضلات اقتصادية واجتماعية، وباتوا يعتقدون أن سقوط نظام ولاية الفقيه ليس إلا مسألة وقت. وفي هذا الصدد – يشير بهرامي – شهدت العاصمة الفرنسية باريس مؤتمرًا ضخمًا لعشرات الآلاف من أنصار المعارضة الإيرانية ونظمه المجلس الوطني للمقاومة في إيران. حمل المؤتمر اسم "تجمع تحرير إيران 2018"، وردد فيه المحتشدون مطالب الشعب الإيراني، مناشدين العالم الاعتراف بالمجلس كبديل حقيقي للنظام الإيراني القائم.
ويؤكد بهرامي على أن هذا أكبر تجمع للإيرانيين في الخارج على الإطلاق؛ فقد حضره عشرات الشخصيات الأمريكية البارزة، من بينها رودي جولياني ممثلًا عن ترامب، ونيوت جنجريتش المتحدث السابق باسم مجلس النواب الأمريكي، ووفود من كافة دول العالم، لا سيما الشرق الأوسط. كانت المتحدثة الرئيسة في هذا المؤتمر الرئيسة المنتخبة للمجلس، مريم رجوي. وفي كلمتها التي تم بثها داخل إيران أشارت إلى العلامات الخمس التي تحدد "مرحلة الإطاحة بالنظام".
وينقل التقرير ما قالته رجوي بأن "أهم ملامح الانهيار هي أن التطور الذي يخشاه الملالي أكثر من غيره قد حدث: الترابط بين غضب الشارع وحركة المقاومة المنظمة"، مضيفة: "ومع هزيمة الملالي في الصفقة النووية، وانهمار العقوبات المتواصل، فقد انتهى عهد التمييز والقتل وقمع المعارضة بناء على طلب النظام". بحسب قولها.
بينما قال رودي جولياني، عمدة نيويورك السابق، في كلمته في المؤتمر: "لدينا هنا بديل عن النظام القائم، بديل يحترم الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والفصل بين الدين والدولة. هذا ما يمثله المجلس، وهذا ما تمثله مريم رجوي». كما أعلن جولياني أن جميع الشخصيات الأمريكية البارزة المشاركة قد وقعت على بيان لدعم مريم رجوي والمجلس الوطني للمقاومة في إيران. وشدد المتحدث السابق باسم مجلس النواب الأمريكي السابق نيوت جنجريتش على أنه "يجب علينا أن نظهر دعمنا للشعب الإيراني، وأن نقف على الجانب الصحيح من التاريخ".
يؤكد بهرامي أن إيران في الواقع بلد ذو تنوع ثقافي وعرقي؛ إذ تضم خمس أقليات عرقية مختلفة على الأقل، هي: الفرس، والأتراك، والأكراد، والعرب، والبلوش.
لكن بعض الخبراء الإيرانيين والدبلوماسيين الغربيين يشيرون إلى أن غالبية الشعب الإيراني يشعرون بالقلق إزاء الفوضى المحتملة بعد تغيير النظام. تدعي هذه الأصوات أن مخاوف الناس تشمل عدم وجود بديل مناسب أو الخشية من تفكك للبلاد. ويشدد بهرامي على أنه يجب على الشعب الإيراني والقوى الدولية التخطيط الدقيق للمرحلة الانتقالية التي تعقب التغيير. فمن الناحية التاريخية، تحولت البلدان من نظام إلى آخر بشكل سلس عبر المعارضة المنظمة.
وفي حالة إيران، فإن وجود المجلس كبديل ديمقراطي مؤهل وقادر على البقاء سيمنح حدوث فراغ في السلطة وسيعالج أي نزاع يمكن تخيله قد يظهر بعد تغيير النظام. ويؤكد بهرامي على أنه عندما يدعم الناس بديلًا للحكم الديكتاتوري له شعبية، فهذا يعني أنهم يأملون ومستعدون لإحداث التغيير.
اليوم – يختتم بهرامي بالقول – ومع استمرار الاحتجاجات في إيران، ينبغي على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي الاعتراف بالمجلس وبرنامجه الديمقراطي المكون من 10 نقاط كبديل عن الثيوقراطية الحالية، ووضع خارطة طريق للتغلب على التحديات المحتملة في أعقاب التغيير في إيران، أهم بلد في الشرق الأوسط. انتهى/خ.
المصدر: ساسة بوست
الاراء الواردة اعلاه لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة النبأ للأخبار
اضف تعليق