شددت روسيا والصين وتركيا على استمرار علاقاتها الاقتصادية مع إيران رغم بدء سريان العقوبات الأميركية عليها أمس الثلاثاء، فيما قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إنه لا أحد يثق في الحكومة الأميركية وإن دعواتها للحوار مع طهران ليست إلا استعراضا.
ودانت وزارة الخارجية الروسية أي عقوبات أحادية الجانب ضد إيران دون قرار من مجلس الأمن الدولي، وأضافت أن روسيا وباقي الدول الموقعة على الاتفاق النووي تعمل على صياغة حلول مشتركة لتوسيع التعاون الدولي مع إيران.
وأبدت الخارجية الصينية معارضتها لفرض عقوبات أحادية الجانب على إيران وسياسة الذراع الطويلة، وقالت بكين إن التعاون التجاري مع طهران لا ينتهك أي قرارات لمجلس الأمن، وينبغي حماية الحقوق المشروعة للصين، ووصفت روابط الأعمال مع طهران بأنها مفتوحة وشفافة وشرعية.
وتقيم الصين علاقات تجارية وثيقة مع طهران خاصة في قطاع الطاقة، وتعد بكين أكبر مستورد للنفط الإيراني، إذ تشتري نحو 650 ألف برميل يوميا من طهران بقيمة 15 مليار دولار سنويا.
وبدأ أمس الثلاثاء سريان الحزمة الأولى من العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران نتيجة لانسحاب واشنطن في مايو/أيار الماضي من الاتفاق النووي الإيراني.
وتحظر العقوبات أي تعاملات مع إيران بالدولار وتجارة المعادن النفيسة والألمنيوم والصلب والفحم وطائرات الركاب معها، كما تمنع أي واردات لأميركا من المواد الغذائية والسجاد الإيراني.
تركيا والمانيا
وقال وزير الطاقة التركي فاتح دونميز إن بلاده ستواصل شراء الغاز الطبيعي من إيران وفقا لاتفاق طويل الأمد موقّع بين البلدين، وقال إن الاتفاق بين أنقرة وطهران يصل إلى تسعة مليارات وخمسمئة مليون متر مكعّب من الغاز الطبيعي، ويستمر حتى عام 2026.
والصين وروسيا وتركيا من أكبر شركاء إيران الاقتصاديين، ولا سيما في قطاع الطاقة الحيوي للاقتصاد الإيراني.
وحذر وزير خارجية ألمانيا هيكو ماس من أن قرار أميركا إعادة العقوبات على إيران قد يفاقم الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط ويغذي قوى التطرف في المنطقة، وأضاف في مقابلة صحفية أن بلاده دافعت عن الاتفاق لأنه يخدم مصالحها المتعلقة بالأمن والشفافية في منطقة الشرق الأوسط.
وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني قالت أمس إن الاتحاد فعّل قانونا يحمي شركاته من التأثير الثانوي للعقوبات الأميركية على الشركات الأوروبية العاملة بإيران، وأضافت أن الأوروبيين هم وحدهم من يحق لهم تحديد الطرف الذي يتعاملون معه.
النفط الإيراني
وقال وزير خارجية إيران في تصريح لشبكة أخبار جمهورية إيران الإسلامية الرسمية إن خطة أميركا لوقف صادرات النفط الإيرانية تماما لن تنجح، وألمح الرئيس الإيراني حسن روحاني الشهر الماضي إلى أن بلاد قد تغلق مضيق هرمز إذا حاولت الولايات المتحدة وقف صادرات النفط الإيرانية.
وكان مسؤولون أميركيون قالوا في الأسابيع الأخيرة إنهم يهدفون للضغط على الدول الأخرى للكف عن شراء النفط الإيراني، في محاولة لإجبار طهران على وقف برامجها النووية والصاروخية وتدخلها في الصراعات الإقليمية.
تصريحات ظريف جاءت ردا على قول المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناويرت إن واشنطن تسعى لإبرام اتفاق جديد مع إيران، يشمل برنامجي طهران النووي والصاروخي، والدعم الإيراني لما وصفته بالإرهاب، والأنشطة التي تزعزع الاستقرار في المنطقة. انتهى/خ.
اضف تعليق