من المنتظر أن يخوض الطرفان المتصارعان في اليمن جهود سلام هي الأكثر جدية حتى الآن في المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف والتي من المقرر أن تبدأ يوم الثلاثاء.
ويضع الطرفان نصب أعينهما صعود تنظيم داعش بينما يمارس الغرب ضغوطا في وقت يتسم فيه الوضع بالتقدم الكبير للجيش اليمني واللجان الشعبية في ميدان المعركة.
وأدت الحرب المستمرة منذ تسعة شهور التي شنها التحالف السعودي على اليمن إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ودفعت اليمن إلى حالة من الفوضى التامة. ولم تفلح محاولتان سابقتان للأمم المتحدة في إحلال السلام.
وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم جماعة انصار الله إن هناك فرصة الآن أكبر من أي محادثات أو مفاوضات سابقة لوقف هذه الحرب ومواجهة "الإرهاب" والتحديات.
ويقول مسؤولون في حكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي إن دولا غربية تسعى لتجنب وجود فراغ في السلطة من شأنه إعطاء المتشددين الوهابيين الملاذ الذي يتمتعون به الآن في مدينة عدن في جنوب البلاد وغيرها من المناطق التي لا يسود فيها القانون.
واستغل الفرع الأحدث لداعش الفوضى في شن هجمات مروعة في اليمن على المساجد الشيعية وعلى مسؤولين كبار وقوات موالية للحكومة المستقيلة.
وقال مسؤول رفيع في الحكومة اليمنية المستقيلة لرويترز "خلال الأسابيع الماضية مارست واشنطن ولندن ضغوطا شديدة على الرئيس (المستقيل) هادي والجانب الحكومي من اجل تقديم تنازلات وعدم التشدد في طلب تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي".
وأضاف المسؤول أن هناك "توجها دوليا للاحتفاظ بالحوثيين وأن يكون لهم دور سياسي فاعل في اليمن وخصوصا ما يتصل بإيجاد توازن مع حزب الإصلاح والسلفيين ومواجهة الاٍرهاب".
وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر للجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ هذا الشهر "انضمت السعودية ودول الخليج للحملة الجوية في الأيام الأولى.. ولكن منذ ذلك الحين ظلوا منشغلين بالحرب في اليمن.. أنا أيضا آمل أن تبذل الدول العربية السنية على وجه الخصوص في الخليج مزيدا من الجهد.
وقال المحلل اليمني فارع المسلمي إن المسؤولين من الجانبين متفائلون على نحو حذر بشأن جنيف وسط ضغوط دبلوماسية لم يسبق لها مثيل من أجل تحقيق السلام. ولكن الآمال ليست كبيرة في تحقيق تقدم سريع.
وأضاف "التوقعات ضعيفة فيما يتعلق بإيجاد سبيل إلى إعادة شمل الدولة اليمنية وإيجاد سلطة بمقدورها إدارة البلاد.. إن الوصول إلى وقف لإطلاق النار طويل المدى وانهاء الحصار الذي تقوده السعودية عن الموانئ اليمنية بل ووضع مسودة إطار عمل تبقي المحادثات دائرة هو أقصى ما يمكن تمنيه في الوقت الراهن".
تقول الأمم المتحدة إن نحو 5800 شخص من المدنيين قتلوا منذ بدء الضربات الجوية التي تقودها السعودية منذ مارس آذار ضد اليمن. ويحتاج أكثر من 21 مليون شخص في اليمن نوعا من المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. وهذا الرقم يعادل 80 في المئة من سكان البلاد.
اضف تعليق