وقعت السعودية وروسيا ست اتفاقيات استراتيجية، أبرزها اتفاقية تعاون في مجال الطاقة النووية، وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتعاون في مجال الفضاء.
جاء ذلك خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع "محمد بن سلمان" إلى روسيا، حيث التقى، الخميس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبورغ.
وتأتي زيارة "محمد بن سلمان" في وقت تشهد فيه العلاقات بين المملكة وروسيا توترا بسبب تأييد موسكو للنظامين الإيراني والسوري، ومعارضتها التدخل السعودي في اليمن.
في غضون ذلك، قال المغرد السعودي الشهير "مجتهد" في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع "تويتر" إن محمد بن سلمان في روسيا "للتوسل لبوتين لاستخدام نفوذه في إقناع الإيرانيين والحوثيين بالموافقة على إيقاف الحرب في اليمن دون اعتذار سعودي".
وأضاف أن روسيا "لن تفعل إلا بالثمن التالي:
1-رفع أسعار النفط.
2-إمضاء صفقة سلاح سبق إيقافها للسعودية.
3-إمضاء صفة سلاح لمصر بأموال سعودية سبق تجميدها".
وتابع أن "الصفقة السعودية هي دبابات تي90 وعربات مصفحة وطائرات عمودية مقاتلة ومنظومة أس400 دفاع الجوي بعيد المدى سوف يجري تضخيمها لتتجاوز 10 مليار دولار".
وأشار إلى أن "هذه الصفقة وصلت لمرحلة متقدمة أيام الملك عبد الله وجمدت في عهد سلمان بضغط أمريكي لعرض بديل وقد رفعت أمريكا معارضتها بعد ضمانها صفقات كثيرة".
وعن الصفقة المصرية، قال إنها "بتمويل سعودي وهي 48 مقاتلة ميغ29 مطورة بقيمة 7 مليار دولار، والتي وصلت لمرحلة شبه نهائية أيام الملك عبد الله وتم تجميدها قبل أشهر".
واعتبر "مجتهد" أن "المطلب الأصعب هو رفع أسعار النفط بتخفيض إنتاج السعودية الذي زادته قصدا لإرغام إيران على توقيع النووي وإرغام روسيا على الخروج من أوكرانيا".
وقال إن "الاقتصاد السعودي لا يتحمل تخفيض الإنتاج بسبب ارتفاع الإنفاق وسبق أن نشرنا أن العجز خلال 4 أشهر الأولى هذا العام بلغ ربع تريليون ريال"
وأضاف: "تشبعت الأسواق بالنفط بعد زيادة الانتاج السعودي ولا يمكن عودة الأسعار لما كانت عليه إلا بتخفيض سعودي هائل يقل 3 ملايين برميل عن الحالي".
وتابع: "لا يتوقع العارفون بالشأن أن الترتيب مع روسيا سيصل لنتيجة، والمواجهة في اليمن ستستمر بنتائج ليست لصالح بلادنا ما دام الأمر بيد بن سلمان".
بدوره أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا دعم بلاده للرئيس السوري بشار الاسد يوم الجمعة وقال انه يعارض أي استخدام خارجي للقوة لمحاولة انهاء الحرب الاهلية السورية.
ولم يظهر بوتين أي مؤشر على التردد في سياسته التي تقوم على محاولة حماية الاسد من الضغوط التي تفرض عليه من الغرب في الصراع المستمر منذ أربع سنوات ونصف الذي قتل فيه أكثر من 200 ألف شخص ونزح ملايين الاشخاص من ديارهم.
وقال بوتين ردا على أسئلة في منتدى اقتصادي سنوي في سان بطرسبرج بروسيا "مخاوفنا هي ان تنزلق سوريا الى نفس الوضع مثل ليبيا والعراق."
وأضاف "نحن لا نريد ذلك ... في سوريا."
وقال بوتين ان السياسة الامريكية لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق كبيرة من العراق وسوريا كان لها حتى الان تداعيات "مؤسفة" و"مأساوية".
وقال "الولايات المتحدة تدعم العراق وتدعم ... الجيش. ومن خلال ضربتين أو ثلاث ضربات استولت الدولة الاسلامية على كثير من الاسلحة ... والان الدولة الاسلامية لديها تسليح أفضل من الجيش العراقي. وكل هذا يحدث بدعم الولايات المتحدة."
وتدعم واشنطن المعارضين الذين يسعون للاطاحة بالاسد وتحاول الآن إنشاء معارضة سورية معتدلة لمحاربة الدولة الاسلامية.
وكرر بوتين موقف روسيا الذي يتمثل في ان الامر متروك للشعب السوري لكي يقرر مصير الاسد مضيفا ان روسيا ستحث الاسد على العمل مع المعارضة "الصحيحة" بشأن الاصلاحات السياسية.
وأضاف "نحن مستعدون للعمل مع الرئيس لضمان مسار يقود الى انتقال سياسي من أجل ... الابتعاد عن المواجهة المسلحة. لكن هذا يجب الا يتم باستخدام القوة من الخارج."
وفيما يتعلق بايران قال بوتين انه يعتقد ان القوى العالمية والجمهورية الاسلامية سيوقعان قريبا اتفاقا يقلص برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات.
وقال "أعتقد ان التوقيع سيحدث في المستقبل القريب" مضيفا ان تنفيذ الاتفاق سيستغرق نحو ستة أشهر.
اضف تعليق