كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، اليوم الاربعاء، عن تفاصيل جديدة حول زيارة وفد أمني سعودي إلى دمشق ولقاءه بالرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الصحيفة ان الاجتماع الذي عُقد في العاصمة السورية يوم الاثنين ينظر له على أنه مقدمة لانفراج وشيك بين خصمين إقليميين كانا على خلاف طوال فترة طويلة من الصراع.
وانقطعت العلاقات بين البلدين مع بداية الحرب الأهلية التي تتهم السعودية بدعم فصائل مسلحة سلفية ابرزها داعش. لكن مسؤولين في الرياض قالوا إن تطبيع العلاقات قد يبدأ بعد فترة وجيزة من عيد الفطر الذي يستمر ثلاثة أيام الأسبوع المقبل.
وقال مسؤول سعودي طلب عدم الكشف عن هويته "لقد تم التخطيط له منذ فترة لكن لم يتحرك شيء. لقد تغيرت الأحداث إقليمياً وكان ذلك بمثابة الافتتاح".
وكان الوفد السعودي بقيادة اللواء خالد الحميدان، رئيس إدارة المخابرات العامة في البلاد. استقبله الجنرال السوري علي مملوك، المحاور الرئيسي مع القوات الروسية، التي استحوذت على حصة كبيرة في الصراع منذ سبتمبر 2015.
والحميدان هو نفسه الذي حاور المسؤولين الأمنيين الإيرانيين في بغداد في وقت سابق من الشهر الماضي.
قبل ذلك بعامين، كانت الرياض مركزية في خطة للإطاحة بالأسد من خلال تسليح القوات المناهضة للأسد بالقرب من دمشق وتشجيع الانشقاقات إلى الأردن القريب، حيث توقعت القيادة السعودية من باراك أوباما أن يطلق حملة من وكلاء الولايات المتحدة للاستيلاء على العاصمة السورية.
لم تتحقق مثل هذه الخطة أبدًا وحولت الرياض تركيز مشاركتها في الصراع من استخدام مجموعات تعمل بالوكالة إلى توفير صواريخ موجهة للمعارضة.
ومنذ ذلك الحين، تراجع دور الرياض في الصراع، حيث تحرك حليفاها الإقليميان، مصر والإمارات، لتوطيد العلاقات مع سوريا، حيث أعادت أبو ظبي فتح سفارتها في دمشق العام الماضي.
وفي أواخر مارس، أرسل المسؤولون الإيرانيون رسالة إلى القيادة السعودية من خلال مبعوث عراقي، يشيرون فيها إلى أن بلادهم تريد إنهاء الاحتكاك مع المملكة، بدءًا من اليمن، حيث أدت الحرب التي شنتها الرياض إلى تعثرها في المستنقع على مدى السنوات الخمس الماضية. كما تم مناقشة خفض تصعيد التوترات في العراق وسوريا خلال المحادثات بين الجانبين.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عقدت مصر والأردن والسعودية والإمارات اجتماعا تشاوريا على مستوى كبار المسؤولين في وزارات الخارجية لبحث تطورات الأزمة السورية.
وقالت وزارة الخارجية المصرية حينها إن اللقاء بحث تعزيز الجهود المشتركة لصون عروبة سوريا ومقدرات الشعب السوري الشقيق.
كما نقلت قناة المملكة الأردنية عن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أن الاجتماع ناقش تعزيز الجهود المشتركة لدعم تسوية الأزمة في سوريا، بما يحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها.
وفي يناير/كانون الثاني من العام الماضي، أفادت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري بأن لقاءً وديا سوريا سعوديا عُقد في نيويورك، وأنه تم التأكيد على أن التوتر الذي طبع العلاقة بين البلدين خلال سنوات سيزول، وذلك بعد حديث تقارير عن تقارب بين دمشق والرياض، وإن كان بوتيرة بطيئة.
اضف تعليق