الشرق الاوسط

وفاة المرجع الكلبايكاني في مدينة قم الايرانية.. تعرف على سيرة حياته

كما أنه قرأ عند والده العلامة الشيخ محمد جواد الصافي القوانين والفرائد، والمكسب. ع

متابعة/ وكالة النبأ 

توفي المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني أحد كبار مراجع حوزة قم المقدسة. وقالت وسائل الإعلام الإيرانية، إن “المرجع الديني البارز في مدينة قم المقدسة آية الله العظمى الشيخ لطف الله صافي كلبايكاني انتقل إلى جوار ربه”.

وكان الراحل أجرى، يوم الخميس (27 كانون الثاني 2022) بعض الفحوص الطبية للتأكد من استقرار وضعه الصحي.

وأفاد المكتب الرسمي لسماحته، إن المرجع الصافي الكلبايكاني دخل مستشفى الراحل آية الله الكلبايكاني لإجراء الفحوص الطبية وعاد بعدها إلى بيته بمدينة قم المقدسة.

فقد ولد سماحته في 19 جمادي الأولى من عام 1337 ه‍ وأخذ المقدمات والعلوم الآلية من الأديب البارع الشيخ أبو القاسم المشتهر بالقطب، حيث قرأ عليه الصرف والنحو والمنطق والمعاني والبيان والبديع، كما أنه قرأ عند والده العلامة الشيخ محمد جواد الصافي القوانين والفرائد، والمكاسب والكفاية، وذلك في مسقط رأسه في جرفادقان، في عصر كان تحصيل العلوم الإسلامية والإنخراط في سلك رجال الدين إصرا صعبا للغاية، نظرا للمضايقات التي كانت تمارسها حكومة الطاغية (بهلوي) المقبور، وما كان يقوم به زبانيته من ملاحقة لطلاب العلوم الإسلامية، والمتزيين بزيهم بشتى الأعذار والحجج الواهية.

إلا أن مؤلفنا الجليل اختار هذا السبيل بطوع رغبته، ومضى فيه دون أن يعبأ بالمتاعب والمشكلات، واستمر في تحصيل العلوم الإسلامية المباركة، كما أنه تزيا بزي أهل العلم في تلك الظروف غير عابئ بالصعوبات.

ثم إنه عام 1360 ه‍ انتقل لتكميل دراساته الإسلامية العليا إلى الحوزة العلمية التي أسسها في مدينة قم المقدسة المجاهد العظيم فقيد الأمة المرجع الراحل الشيخ عبد الكريم الحائري عام 1340 ه‍. (3)

فقد حضر أبحاث آية الله البروجردي رضوان الله تعالى عليه مدة سبعة عشر عاما، وتلقى منه بحوثا قيمة، في مجالي علم الفقه والأصول على مستوى الخارج، وقد كان سماحته يحظى لدى الإمام البروجردي بمكانة خاصة، حتى أنه كان يشترك في مجالس استفتاءاته، وربما أناط (رحمه الله) إليه مهمة حل الكثير من المسائل الفقهية والعقيدية الوافدة من مختلف الأنحاء والأصقاع.

ومن هنا تبلورت مواهبه وقابلياته تحت رعاية الإمام المحقق البروجردي قدس الله روحه الشريفة.

ثم إنه هاجر – أثناء دراسته في قم – إلى النجف الأشرف عام 1364 وحضر في حوزتها الإسلامية العريقة، أبحاث:

كما حصل على إجازة الرواية والحديث من خاتمة المجيزين المعاصرين، العلامة المتتبع، الشيخ آقا بزرگ الطهراني، والعلامة الشيخ محمد صالح السمناني، ومن والده الجليل رحمهم الله.

ثم إن المترجم له غادر النجف الأشرف عائدا إلى بلاده، وقد كان العلامة الراحل الشيخ محمد كاظم الشيرازي، مصرا على أن يقيم سماحته في حوزة النجف عندما شعر بأنه ينوي الرحيل إلى إيران، إلا أن بعض الأسباب والعلل دفعت به إلى أن يغادر النجف إلى إيران وسكن حوزة قم المشرفة، مواصلا جهوده العلمية، ومتابعا حركته الفكرية بجد كبير.

المرء بأفكاره وآرائه

إن أفضل ما يوقفنا على حقائق الرجال وما يتحلون به من فضائل وملكات وسجايا، وما ينطوون عليه من علم وفكر وثقافة، هو آثارهم العلمية، وما دبجته يراعاتهم من آراء وأفكار.

ولهذا فإننا إذا لاحظنا ما كتبه مؤلفنا الجليل في طائفة من حقول المعرفة الإسلامية لقضينا من فورنا بأننا نواجه – بحق – شخصية علمية فذة، وقمة فكرية قلما يجود الدهر بأمثالها إلا في فترات معينة من تاريخ الأمة، فهو متخصص في بعض العلوم الإسلامية ومشارك في بعض آخر، وأفضل دليل على ذلك كتاباته القيمة ومؤلفاته العلمية الثمينة.

وهذه الرسائل والكتب القيمة مطبوعة، وله غير هذه الكتب والرسائل كتب أخرى مخطوطة أو هي تحت الطبع، أو طبعت مما يقارب عدد مجموعها السبعين، وتكشف عن موسوعية المترجم وسعة اطلاعه، ومدى ارتباطه بواقع المسلمين.

اضف تعليق