قال محللون وخبراء أن رفض دول الخليج العربية إجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن حول أوكرانيا وإمكانية زيادة إنتاج النفط يؤكد العودة إلى عالم متعدد الأقطاب.
وقال اللواء المتقاعد سمير راغب المتخصص في الشؤون الاستراتيجية إن "السعودية ودول الخليج العربية، قوة مؤثرة في مجال النفط والغاز، ولا شك أن قادتها لديهم رؤية لمصالحهم الاقتصادية والأمنية، وبناء علاقتهم مع الدول والكيانات على مبدأ الندية والاحترام المتبادل، وعدم السماح بالتدخل في الشؤون الداخلية لدولهم، كذلك المصالح المتبادلة".
وتابع "تعد السعودية والإمارات، المنتجين الرئيسيين الوحيدين للنفط اللذين يمكنهما ضخ ملايين البراميل الإضافية كذلك قطر فيما يتعلق بالغاز، ورفضهم لزيادة حصة الانتاج بدوافع اقتصادية، كونهم ملتزمون بخطة إنتاج تمت الموافقة عليها بين مجموعتهم ومنظمة البلدان المصدرة للبترول ومجموعة منتجين آخرين بقيادة روسيا، اما قبول زيادة الإنتاج فيكون لها تداعيات سلبية في الاقتصاد و السياسة، وسوف يعتبر انحياز للجانب الأمريكي بدفع تكاليف قراره بعداء روسيا وعقابها، ويكون المستفيد هو المواطن الأمريكي،، على حساب علاقات دول الخليج مع روسيا الشريك الرئيسي في أوبك، والذي يرتبط بعلاقات جيدة مع كل الدول العربية بما فيها السعودية، قطر، الإمارات".
ويضيف اللواء راغب أن السعودية من بداية حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصعود محمد بن سلمان وتوليه منصب ولي العهد، أصبح لها سياسات تحقق مصالحها دون النظر الى ما قد لا يحقق مصالح أمريكا، وخاصة بعد تخلى أمريكا عن استراتيجية الدفاع عن أمن الاصدقاء في الخليج و في مقدمتها التهديدات الإيرانية وحرب الوكالة في اليمن، وظهور استراتيجية أمريكية جديدة تقلل من اهمية النفط و دول منابع النفط، وعدم تضمين شواغل الخليج في الاتفاق النووي الإيراني، فدعم الإرهاب و حروب الوكالة و التدخل في شؤون الدول، والبرنامج الصاروخي الإيراني هي الشواغل الأكثر للخليج العربي".
ويتابع "النفط الروسي يمكن تعويضه من خلال حلفاء روسيا واعداء امريكا (إيران، فنزويلا)، وامريكا على استعداد لتقديم محفزات وإعادة صياغة علاقتها معهم لحين احتواء أزمة الضغوط الروسية في شرق أوروبا".
بدوره يقول أحمد رفعت الصحفي المتخصص في الشؤون الخارجية إنه من "من السابق لأوانه القول بأن هذا يعد بمثابة خروح السعودية والإمارات من العباءة الأمريكية. قد يعني تمنعهما الحالي محاولة للضغط على امريكا لمراجعة مخاوف الدولتين من مآل الاتفاق مع أيران حول الملف النووي".
ويتابع "القطبية الواحدة في النظام العالمي تتآكل منذ فترة، خصوصا على خلفية الصعود الاقتصادي والتكنولوجيا والعسكري للصين... الأرجح ان الصراع فى اوكرانيا سينتج عنه زيادة وزن روسيا الاتحادية هذا اذا لم يتطور الصراع إلى حرب غير محدودة".
ويشير إلى أن "إنتاج روسيا من النفط فى حدود 10-12 مليون برميل يوميا.. امريكا لديها احتياطي استراتيجي من النفط حوالي 650 مليون برميل. فيمكن تعويض نفط روسيا بمزيج من ضخ جزء من المخزون الأمريكي وزيادة إنتاج بعض دول الأوبك. لكن هذا يتوقف على مدى استمرار أمد الصراع.
بدوره يقول وزير التموين المصري الأسبق والقيادي في حزب التجمع الدكتور جودة عبد الخالق أن الولايات المتحدة "تفتش في دفاترها كلها في حربها الشاملة والعلنيه علي روسيا التي بلغت حد خلط السياسة بالرياضه والفنون وحتى بمسابقات القطط التي تم منع الروسية من المشاركة فيها!".
ويتابع "الهيستريا الأمريكية بلغت حد الشطط حتى طلبت من خلفائها الغربيين التخلي عن الغاز والنفط الروسيين رغم إدراكها ان من بين 600 مليار متر مكعب غاز تستهلكها أوروبا يأتي 40% منها من روسيا.. وتعلم ايضا ان النفط الروسي يتخطي الـ6 أو حتى يصل إلى حدود الـ8 مليون برميل يوميا، وهي كمية كبيرة من اجل تعويضها وحصار روسيا معها".
ويتابع " كما قدمت تنازلات إلى فنزويلا بالاعتماد على نفطها مقابل رفع العقوبات وهو ما يؤكد الهيستريا ويدعم فكرة اللعب بكل الاوراق.. إلا أن قدرات فنزويلا علي ضخ النفط لا تزيد حاليا ولفترة طويلة، وفي أفضل الحالات، عن مليون برميل يوميا بسبب تهالك البنية التحتية، ولذلك كان اللجوء الى السعودية والامارات.."
المصدر: روسيا اليوم
اضف تعليق