نشرت شبكة "بي بي سي" وثائق سرية كشفت من خلالها عن صفقة بين الإمارات وبريطانيا من أجل تسليم ثلاث جزر إماراتية لإيران في أعقاب انسحاب المملكة المتحدة من منطقة الشرق الأوسط.
ورغم الاستقلال عن بريطانيا وبداية تشكل الدول العربية الخليجية، البحرين وقطر وتوحد الإمارات، فقد ظل موضوع الجزر الثلاث المتنازع عليها مع إيران لم يحل.
ويتعلّق الأمر بجزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى اللتين تتبعان إمارة رأس الخيمة، وجزيرة أبو موسى التي تتبع إمارة الشارقة، واحتلتها إيران قبل أيام من استقلال الإمارات في 2 كانون الأول/ ديسمبر 1971.
وذكر أن الجزر أصبحت جزءاً من الإمارات في ديسمبر 1971، ولكن إيران لم تُسقط مطالبتها بها.
وبحسب وثيقة سرية لوزارة الخارجية الإيرانية أشار إليها تحقيق الـ"بي بي سي"، فقد قال الشاه الإيراني لوزير الخارجية البريطاني آنذاك، أليك دوغلاس هيوم، إن "هذه الجزر ملك لإيران ويجب أن تعاد إلى إيران، سنستعيد هذه الجزر مهما كلّف الثمن".
وظل المسؤولون البريطانيون يصرّون علنا على أن الجزر الثلاث تعود للإمارات المتصالحة، ولكن "بي بي سي" قالت إن لديها أدلة على أن الدبلوماسي والإداري الاستعماري المخضرم البريطاني السير وليام لوس، اتفق سراً مع الشاه على إعادة الجزر إلى إيران بعد انسحاب القوات البريطانية من منطقة الخليج في كانون الأول/ ديسمبر 1971.
ورغم احتجاج الإمارات المتكرر على احتلال الشاه للجزر الثلاث في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 1971، فقد كان رئيس الدولة الشيخ زايد ونائبه الشيخ راشد قد أحيطا علماً بالقرار البريطاني قبل احتلالها من قبل القوات البحرية الإيرانية.
وبحسب الوثائق السرية لـ"بي بي سي"، فإن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ونائبه الشيخ راشد آل مكتوم، مؤسسي دولة الإمارات المتحدة، وافقا على قرار بريطانيا تسليم الجزر الإماراتية الثلاث لإيران قبل تنفيذه.
وتحدث الوثائقي عن استقلال دول الخليج بعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت بريطانيا في شتاء 1967-1968، مشيرا إلى أن عدداً كبيراً من الزعماء العرب على ثقة بأن بريطانيا ساعدت الإسرائيليين سراً للتغلب على جيرانهم العرب في حرب حزيران/ يونيو 1967.
ورداً على ذلك، فقد عمدت دول الخليج العربية إلى بيع العملة البريطانية التي كانت بحوزتها؛ ما أدى إلى انهيار الجنيه الإسترليني.
في المقابل، قررت حكومة هارولد ويلسون العمالية آنذاك، في سعيها لتوفير الأموال، أن الوقت قد حان لإنهاء التزامات بريطانيا الاستعمارية الدفاعية في منطقة الشرق الأوسط.
وقال وثائقي "بي بي سي"، إنه في العام 1965، نشب خلاف بين البريطانيين وشيخ إمارة الشارقة صقر بن سلطان القاسمي، بعد أن تقارب مع الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر، زعيم الحركة القومية العربية.
ودفع هذا الأمر بالبريطانيين إلى تدبير انقلاب في الشارقة خُلع فيه الشيخ صقر وجيء بابن عمه.
ووافقت أسرة الشيخ صقر، وفقاً للرواية الرسمية، على الإطاحة به، ولكن الوثائقي يكشف مدى سيطرة بريطانيا على مجريات الأمور.
اضف تعليق