اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الازمة في سوريا أصبحت "في نواح عدة خارج السيطرة"، وتعهد ببذل الجهود لإنقاذ الهدنة دون أن يقدم وعودا بنجاحها، فيما دعت فرنسا إلى الضغط على دمشق لوقف ضرباتها على حلب.
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في جنيف, الإثنين إن الازمة في سوريا أصبحت في "نواح عدة خارج عن السيطرة"، متعهدا ببذل الجهود لإنقاذ الهدنة "في الساعات المقبلة".
وأضاف كيري بعد محادثات مع مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا أنه سيتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف في وقت لاحق الإثنين للمطالبة بإعادة فرض وقف إطلاق النار.
لكن كيري، وفي أكثر تعليقاته المتشائمة على الجهود الرامية لإنهاء النزاع المستمر منذ خمسة أعوام، حذر من أنه لا يريد إعطاء وعد بالنجاح.
وأكد كيري أن وقف الأعمال القتالية الذي تم التوصل إليه بوساطة روسية-أمريكية في شباط/فبراير لا يزال متماسكا في أجزاء من البلاد، لكنه أشار إلى الوضع في حلب.
وقال إن نظام الرئيس بشار الأسد استهدف عمدا ثلاث عيادات ومستشفى ما أسفر عن مقتل أطباء ومرضى وتهديد للهدنة.
وأضاف أن "الهجوم على هذا المستشفى يفوق حدود المعقول (..) ويجب أن يتوقف".
وقال "لذا، فإن روسيا والولايات المتحدة وافقتا على وجود عدد أكبر من الموظفين في جنيف للعمل 24 ساعة يوميا سبعة أيام في الأسبوع" لمراقبة الهدنة بشكل أفضل.
وأكد "سنحاول في الساعات المقبلة معرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، وليس فقط لإعادة العمل بوقف الأعمال القتالية، لكن لإيجاد مسار كي لا يكون هناك وقف ليوم واحد أو اثنين"، مشيرا إلى "آلية" للمتابعة.
وأوضح كيري من دون تفاصيل "نحن بصدد إعداد آلية أفضل لكننا بحاجة للإرادة السياسية".
من جهته، قال دي ميستورا إن "معجزة" الهدنة "أصبحت هشة للغاية"، داعيا إلى إيجاد حل للحد من العنف للسماح بجولة جديدة من المحادثات في جنيف.
دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت الإثنين في باماكو روسيا إلى التدخل لدى دمشق من أجل "وقف الضربات على حلب" واستئناف عملية السلام "في أسرع وقت ممكن".
وأضاف إيرولت في مؤتمر صحافي في اليوم الثاني من زيارته إلى مالي مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، "نحن مستعدون تماما من أجل استئناف عملية السلام في أقرب وقت ممكن. لذا، من الضروري أن تتوقف الضربات على حلب".
وقال "أبلغنا شركاءنا الأمريكيين رغبتنا في أن تتم ممارسة أقصى الضغوط من أجل أن يتدخل الروس لدى النظام السوري تحقيقا لهذه الغاية. لكن هذا لم يحدث حتى الآن".
وأردف "لا نريد تفويت أي مبادرة لإعادة تفعيل وقف إطلاق النار، ومن أجل أن تصل المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من المآسي الناجمة عن التفجيرات، وأن يتاح استئناف عملية السلام للخروج من هذه الحرب الأهلية المستمرة منذ وقت طويل".
وترعى كل من واشنطن وموسكو عملية السلام السورية، وقال دي ميستورا بوضوح إنه يرى أملا ضئيلا بإحراز تقدم من دون توافقهما.
اضف تعليق