قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الأربعاء إن طهران ستستخدم كل نفوذها في المنطقة واليمن للتوسط في اتفاق سلام باليمن من أجل إنهاء الضربات الجوية التي تقودها السعودية على الحوثيين المتحالفين مع طهران.
وقال ظريف للصحفيين في لشبونة "نحن قوة رئيسية بالمنطقة ولدينا علاقات بكل الجماعات في مختلف الدول وسوف نستخدم هذا لجمع كل الأطراف على طاولة المفاوضات".
وقال "لدينا نفوذ لدى كثير من الجماعات في اليمن وليس لدى الحوثيين والشيعة فحسب".
وأضاف ان ايران تشاورت بالفعل مع تركيا وباكستان (الحليفتان الرئيسيتان للسعودية) ومع سلطنة عمان الدولة الخليجية التي تحتفظ بعلاقات وثيقة مع ايران. ولم تنضم أي من هذه الدول الى الحملة الجوية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين.
وتتهم السعودية ودول خليجية أخرى ايران بتسليح الحوثيين وبالتدخل في شؤون اليمن. وتنفي طهران تقديم دعم عسكري للحوثيين.
وقال ظريف إن جهود إحلال السلام في اليمن يجب أن "تبدأ بمقدمة سليمة وهي أننا بحاجة إلى إنهاء القصف وسفك الدماء ومنع تنظيم القاعدة من الاستفادة من هذا الوضع البغيض".
وكان ظريف طرح يوم الثلاثاء خطة سلام من أربع نقاط لإنهاء الأزمة اليمنية تتكون من وقف لإطلاق النار وتقديم مساعدات انسانية واجراء حوار داخلي يمني وتشكيل حكومة ذات قاعدة عريقة.
وحث ظريف على إنهاء ما وصفه بأنه "قصف جوي ضد شعب اليمن" قائلا انه "لا يكاد يوجد أي أهداف عسكرية في اليمن
من جانبه أعلن رئيس البرلمان التركي جميل تشيتشيك في موسكو اليوم الأربعاء أن بلاده ترغب في تنظيم مؤتمر دولي للسلام في اليمن تحضره جميع أطراف النزاع ويعقد في اسطنبول أو الرياض.
وصرح تشيتشيك في مؤتمر صحافي في موسكو حيث يجري زيارة رسمية أن "تركيا مستعدة لاستضافة جميع الأطراف للمساعدة على حل سلمي للنزاع".
وأضاف أن المؤتمر "يمكن عقده في الرياض أو اسطنبول"، على ما نقلت وكالات الأنباء الروسية، موضحا أنه من الضروري أن يقوم المتمردون الحوثيون الشيعة "بإخلاء الأراضي التي سيطروا عليها وسحب قواتهم".
وأدلى تشيتشيك بهذه التصريحات غداة تبني مجلس الأمن الدولي قرارا يطلب من الحوثيين الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها في اليمن ويفرض عليهم عقوبات من بينها حظر للأسلحة.
ويطلب القرار الذي أعدته دول الخليج وقدمه الأردن "من جميع أطراف النزاع" التفاوض في أسرع وقت ممكن للتوصل إلى "وقف سريع" لإطلاق النار.
في سياق متصل أعلنت الرئاسة المصرية ليل الثلاثاء الأربعاء أن مصر والسعودية اتفقتا على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لتنفيذ "مناورة استراتيجية كبرى" على الأراضي السعودية بمشاركة قوات خليجية.
وتشارك مصر بقوات بحرية وجوية في تحالف عسكري عربي تقوده السعودية تحت اسم "عاصفة الحزم" للدفاع عن شرعية الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور ضد الحوثيين في اليمن. وكانت القاهرة أعلنت أيضا استعدادها لإرسال قوات برية إلى اليمن إذا "لزم الأمر".
وأفادت الرئاسة المصرية في بيان عقب اجتماع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز "الاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لبحث تنفيذ مناورة استراتيجية كبرى على أراضي المملكة العربية السعودية وبمشاركة قوة عربية مشتركة تضم قوات من مصر والسعودية ودول الخليج".
ولم تدل الرئاسة المصرية بتفاصيل أخرى حول هذه المناورة. لكن مسؤولا أمنيا مصريا طالب التحفظ على هويته قال إن الغرض من المناورات هو "التدريب" فقط.
وفي اجتماعه مع وزير الدفاع السعودي، كرر السيسي أن "أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر بالنسبة لمصر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي لا سيما في البحر الأحمر ومضيق باب المندب"، حسب بيان الرئاسة.
وأضافت الرئاسة أن الاجتماع تناول أيضا العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن، والتي "تستهدف إرساء الاستقرار والأمن في اليمن والحفاظ على هويته العربية، ومساعدته على تجاوز تلك المرحلة الدقيقة في تاريخه".
وبدأت العملية العسكرية العربية المشتركة في اليمن في 26 آذار/مارس. وبعد ثلاثة أيام أعلن قادة الدولة العربية في ختام اجتماع للقمة العربية إنشاء قوة عربية مشتركة لمحاربة "المجموعات الإرهابية" وخصوصا تنظيم "الدولة الإسلامية". وحدد القادة مهلة أربعة أشهر للاتفاق حول آلياتها وأهدافها وتشكيلتها.
وأفاد القرار المتعلق بالقوة المشتركة أن لجنة من أرفع المسؤولين في كل الدول الأعضاء تحت إشراف رؤساء الأركان أمامها مهلة شهر لتقديم توصيات حول تشكيل القوة وأهدافها وآلياتها وموازنتها.
وبعد ذلك، ينبغي أن تنال التوصيات موافقة وزراء الدفاع ضمن مهلة زمنية لا تتجاوز أربعة اشهر. وكان الرئيس المصري من أبرز الداعين لتشكيل هذه القوة العربية المشتركة.
اضف تعليق