تستعد الولايات المتحدة للإعلان عن خطة لسحب جزء كبير من قواتها من العراق، في ظل استمرار التهديدات التي يمثلها تنظيم داعش، وفقًا لما كشف عنه مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية خلال مؤتمر صحفي.
وقال المسؤول: "تمت هزيمة تنظيم داعش إقليميًا، لكن التهديد لا يزال قائمًا، ونسعى لضمان هزيمته الدائمة". وقد طلب عدم الكشف عن هوية المسؤولين المعنيين لمناقشة الخطط غير المعلنة.
هذا الإعلان المرتقب يأتي في وقت حساس تشهده المنطقة، حيث تصاعدت التوترات بين إسرائيل وحزب الله، ما أثار المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقًا، كما تعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا لهجمات متكررة من وكلاء إيرانيين منذ اندلاع حرب إسرائيل في غزة العام الماضي.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان الرسمي عن خطة سحب القوات بعد اجتماع المسؤولين الأميركيين والعراقيين في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد في نيويورك الأسبوع المقبل.
ويأتي ذلك ضمن جهود إدارة الرئيس جو بايدن لتقييم الالتزامات العسكرية الأميركية طويلة الأمد في الخارج، مع سعي بايدن إلى إعادة ترتيب الأولويات قبل مغادرته منصبه في يناير/كانون الثاني المقبل، كما تعمل الإدارة الأميركية بجد على وضع أوكرانيا في موقف يؤهلها لإجراء مفاوضات سلام نهائية مع روسيا.
ورغم أن التهديد الذي يمثله تنظيم داعش قد انحسر بشكل كبير، إلا أن الولايات المتحدة ما زالت تنفذ عمليات مشتركة مع القوات العراقية. في هذا السياق، شنت القوات الخاصة الأميركية والعراقية عدة غارات استهدفت قيادة داعش في الأشهر الأخيرة، في محاولة لمنع التنظيم من استعادة قوته.
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن تلك العمليات ستستمر حتى مع تقليص الوجود العسكري الأميركي في العراق.
وأشار المسؤول إلى أن القوات الأميركية ستظل تركز على "إضعاف داعش بشكل أكبر، ومنع التنظيم من القيام بعمليات خارجية، وتعطيل قيادته"، ورغم تقليص الوجود العسكري الأميركي، ستبقى الولايات المتحدة ملتزمة بشراكة أمنية مع العراق.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني هذا الأسبوع إن "المبررات لوجود أميركي كبير في العراق لم تعد قائمة"، مشيرًا إلى أن "تنظيم داعش لم يعد يمثل تحديًا حقيقيًا"، كما أكد أن البلاد انتقلت من مرحلة الحروب إلى مرحلة الاستقرار.
وبدوره، أشار وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي إلى أن العراق والولايات المتحدة قد توصلا إلى اتفاق لتحويل مهمة التحالف الدولي "العزم الصلب" إلى "شراكة أمنية مستدامة" تتضمن خفض الوجود العسكري الأميركي تدريجيًا حتى عام 2026.
في المقابل، أثار هذا القرار القلق داخل الكونغرس الأميركي، حيث أعرب مايك روجرز، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، عن قلقه من تأثير هذا الانسحاب على الأمن القومي الأميركي.
وقال في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي: "الانسحاب من العراق بهذه الطريقة قد يخدم مصالح إيران وتنظيم داعش، وأنا قلق للغاية بشأن التداعيات الأمنية لهذا القرار".
وفي ظل زيادة هجمات داعش في العام 2024، حيث سجل التنظيم 153 هجومًا في العراق وسوريا في الأشهر الستة الأولى من العام مقارنة بـ121 هجومًا في العام السابق، تظل التساؤلات حول كيفية التعامل مع هذا التهديد مستمرة.
رغم ذلك، أكد المسؤولون الأميركيون أن الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق ستستمر بهدف الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وكالات
م.ال
اضف تعليق