ذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن إيران تواجه أزمة متعددة الأبعاد عقب الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت دفاعاتها الجوية ومواقعها الحساسة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفقاً لتقرير الصحيفة، دمرت الهجمات الإسرائيلية جميع بطاريات الدفاع الجوي من طراز إس-300 الروسية الصنع وعدداً من منشآت الرادار الإيرانية، ما ترك البلاد مكشوفة أمام أي تصعيد مستقبلي.
وأشار مصدر غربي مطلع إلى أن إعادة بناء هذه الدفاعات قد تستغرق عاماً كاملاً، ما يجعل الرد الإيراني المحتمل على إسرائيل محفوفاً بالمخاطر.
الهجمات الإسرائيلية جاءت رداً على إطلاق إيران مئات الصواريخ الباليستية تجاه منشآت عسكرية إسرائيلية، بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ومسؤول عسكري إيراني بارز.
هذه الأحداث وضعت طهران في موقف حرج، حيث واجهت انتقادات من أنصارها لفشلها في الرد السريع.
رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمح إلى أن الغارات أصابت أهدافاً تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى منشأة بارشين، التي نفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تكون نووية.
كما صرّح نتنياهو في خطابات مصورة موجهة للشعب الإيراني، داعياً إلى الانتفاض ضد النظام الحاكم، في إشارة إلى التوترات الداخلية المتصاعدة.
أزمات داخلية واضطرابات اجتماعية على الصعيد الداخلي، تواجه إيران ضغوطاً اجتماعية واقتصادية مستمرة منذ وفاة مهسا أميني في 2022، والتي فجرت احتجاجات واسعة ضد النظام، تزامن ذلك مع تضخم اقتصادي يقارب 40%، وانخفاض قياسي في نسب المشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة، نتيجة مقاطعة شعبية واسعة.
في ظل هذه الضغوط، يرى مراقبون أن النظام الإيراني يقاتل على جبهتين: مواجهة خارجية مع إسرائيل، وصراع داخلي مع غالبية الشعب الإيراني الذي يرفض سياسات الحكم الإسلامي المتشدد. التحديات تتفاقم مع اقتراب مرحلة خلافة المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يُفضل نجله مجتبى لهذا المنصب، مما يزيد التوتر السياسي في البلاد.
تشير الصحيفة إلى أن إيران تجد نفسها في موقع ضعيف، ما بين التصعيد الإسرائيلي وضغوط الداخل، حيث أصبحت الخيارات أمامها محدودة، سواء بالتصعيد العسكري أو تقديم تنازلات قد تضعف من مكانتها الإقليمية.
م.ال
اضف تعليق