بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، يوم أمس الأربعاء، جولتين منفصلتين إلى الشرق الأوسط، بهدف تعزيز الجهود لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، إلى جانب مناقشة مستقبل سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، خاصة فيما يتعلق بانتقال السلطة بشكل سلس .
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، تشمل جولة بلينكن زيارات إلى كل من الأردن وتركيا، في حين يزور سوليفان إسرائيل وقطر ومصر خلال الأيام المقبلة.
وتأتي هذه التحركات في إطار مساعٍ دبلوماسية مكثفة لمحاولة تحقيق تقدم في قضايا محورية بالمنطقة، وسط استمرار التوترات في غزة والتغيرات السياسية في سوريا.
وتُعتبر هذه الزيارات جزءًا من الجهود المبذولة في الأسابيع الأخيرة من ولاية الرئيس جو بايدن، الذي يسعى لإنجازات ملموسة في الشرق الأوسط قبل تسليم السلطة إلى الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي سيعود إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
ويُطلع مسؤولو إدارة بايدن مساعدي ترامب على جهودهم الدبلوماسية في المنطقة، رغم الإصرار على الإشارة إلى عدم التنسيق مباشرة مع الإدارة الجديدة.
ومن المتوقع أن يكون مستقبل سوريا على رأس جدول الأعمال، وذكرت وزارة الخارجية في بيان أن بلينكن، الذي سيزور العقبة بالأردن وأنقرة بتركيا "سيؤكد دعم الولايات المتحدة لعملية انتقال شاملة بقيادةٍ سورية إلى حكومة مسؤولة تمثل الجميع".
وتعمل إدارة بايدن، إلى جانب حكومات بالمنطقة ودول غربية، لإيجاد سبل للتواصل مع جماعات المعارضة المسلحة في سوريا، ومنها هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم المباغت، وهي جماعة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة وصنفتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا والأمم المتحدة منظمة إرهابية.
وسيحاول بلينكن وسوليفان إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ 14 شهرا في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وواجهت الجهود، بوساطة قطرية ومصرية، عقبة تلو الأخرى ولم تنجح المحاولات في التوصل إلى اتفاق حتى الآن.
وحذر ترامب الأسبوع الماضي من "تداعيات خطيرة" في الشرق الأوسط إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة قبل عودته إلى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني وقال مسؤول أمريكي إن تهديد ترامب لم يكن له تأثير إيجابي أو سلبي على العملية.
وتأمل إدارة بايدن أن يساعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران في لبنان وكذلك الإطاحة بالأسد، الحليف الوثيق لطهران، في بناء زخم نحو التوصل إلى اتفاق في غزة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي يوم الثلاثاء "على حماس أن تنظر إلى العالم اليوم وتدرك أنه لن يأتي أحد لإنقاذها... نأمل أن التطورات الأخيرة في سوريا ستؤكد لهم حقيقة أنهم معزولون بشكل متزايد ويجب عليهم قبول صفقة".
ومع ذلك، تظل احتمالات إحراز تقدم محدودة بعد أشهر من المفاوضات غير المثمرة.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه إن زيارة سوليفان لا تهدف إلى "التلميح بأننا على وشك الانتهاء (من التوصل لاتفاق) أو أن لدينا شيئا يمكننا تقديمه"، ولكن الهدف هو المضي قدما قدر الإمكان وسيلتقي سوليفان بقادة إسرائيليين غدا الخميس ثم يسافر إلى قطر ومصر.
وجاء في بيان لمكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الوزير الإسرائيلي أبلغ نظيره الأمريكي لويد أوستن في اتصال هاتفي أن "هناك فرصة الآن" للتوصل إلى اتفاق يحرر من تبقى من الرهائن.
وقال مسؤول فلسطيني قريب من المحادثات إن هناك "اتصالات مكثفة ومحمومة تجري حاليا بين الأطراف" ولكن "لا يوجد شيء ملموس حتى اللحظة".
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الضغط من ترامب وفريقه "يعطي المحادثات زخما"، لكنه لم يذكر تفاصيل.
وقال المسؤول الأمريكي "نطلعهم (فريق ترامب) على المستجدات لنضمن أنه لا شيء نقوله أو نفعله سيمثل مفاجأة لهم".
وقال مصدر مطلع على المحادثات لرويترز في وقت سابق إن مبعوث ترامب الجديد للشرق الأوسط ستيف ويتكوف التقى في أواخر نوفمبر تشرين الثاني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة قبل تنصيب الرئيس الأمريكي.
وقال مصدر إنه من المقرر أن يجتمع مايك والتز مرشح ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي مع عائلات الرهائن الأمريكيين الإسرائيليين المتبقين يوم الأربعاء.
وقال مسؤولون أمريكيون إن سوليفان عقد أحدث اجتماعاته مع عائلات الرهائن يوم الثلاثاء.
المصدر: موت كارلو
م.ال
اضف تعليق