تمكن علماء الجيولوجيا من رصد أصوات وتحركات غامضة وغريبة في باطن الأرض مؤخراً دون أن يتمكنوا من العثور على أي تفسير لها، وهو ما دفع البعض إلى التساؤل عما إذا كانت نهاية العالم قد اقتربت.
وقالت جريدة «دايلي ميرور» البريطانية في تقرير إن الأرض تولد باستمرار إشارات ذبذبة منخفضة التردد وذلك منذ زمن طويل، إلا أن أولى محاولات رصد هذه الظاهرة كانت في عام 1959 إلى أن تم إثبات وجودها عام 1998.
ومنذ ذلك الحين تتالت مئات المحاولات من أجل تسجيل هذه الذبذبات عن طريق مقياس الزلازل على الأرض دون جدوى. لكن العلماء الآن تمكنوا من تسجيلها للمرة الأولى باستخدام أدوات قياس الزلازل في قاع المحيط.
وقام الباحثون بجمع بيانات من 57 محطة لقياس الزلازل الواقعة في المحيط الهندي، شرق مدغشقر، بين عامي 2012 و2013، ثم قاموا بتطبيق مجموعة من التقنيات لإزالة التداخل بين موجات (infragravity) المحيطية، وهي موجات الجاذبية السطحية مع ترددات أقل من موجات الرياح، والتيارات المائية وأوجه الخلل الإلكترونية، وتصحيح الإشارة الناتجة عن أي زلزال.
وفي نهاية المطاف، كانوا قادرين على تحديد أن الاهتزازات الطبيعية للأرض وصلت إلى ترددات عديدة تراوحت بين 2.9 و4.5 ميللي هيرتز.
ولا يمكن سماع هذه الاهتزازات من قبل الإنسان العادي لأنها أصغر بما يقارب 10 آلاف مرة من عتبة السمع المنخفضة للأذن البشرية.
ومع ذلك، فإن حقيقة أنه تم الكشف عنها في الجزء السفلي من المحيط وحوالي 70 في المئة من سطح الكوكب مغطاة بالماء، تشير إلى أن هذه الاهتزازات موجودة في جميع أنحاء العالم.
ويأمل فريق البحث الذي تقوده مارثا دين من معهد باريس لفيزياء الأرض، في أن توفر البيانات الجديدة أدلة على مصدر الاهتزازات.
وقد اقترح علماء الزلازل العديد من النظريات المختلفة لشرح الاهتزازات المستمرة، من الاضطرابات الجوية إلى موجات المحيط التي تتحرك فوق قاع البحر.
ومع ذلك، فإن الدراسة تخلص إلى أنه من خلال الدلائل التي تمكنوا من الوصول إليها، يمكن فقط تفسير جزء من هذه الاهتزازات.
وعادة ما يدرس العلماء الأرض من الداخل عن طريق الزلازل، ولكن هذا يعني أنها تقتصر بشدة على أوقات ومناطق محددة من الأرض والتي تحدث فيها الزلازل عادة. انتهى/ز.
اضف تعليق