في خطوة تهدف إلى تحسين فرص نجاة المصابين بأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي قام أطباء أمريكيون بزراعة رئة لمريضة تعاني من التهاب رئوي مزمن، وتم زرع الرئة المتبرع بها بعد تجدديها خارج الجسم عبر جهاز خاص يعرف بـ"الصندوق".
اذ يعاني الكثيرون من أمراض الرئة، في بعض الحالات يكون علاج مشاكل الرئة ممكنا بالأدوية، ولكن عندما تتحول هذه الحالات إلى أمراض مزمنة، عندها يصبح استبدال الرئة هو الحل الوحيد. وهنا تكمن المشكلة فعملية الاستبدال ترتبط بمخاطر كثيرة، فضلا عن أن بقاء الرئة خارج الجسم لمدة طويلة يجعلها غير صالحة للزراعة، لكن يبدو أن ما توصل إليه العلماء مؤخرا، سيمنح الأمل لكثير من المصابين بأمراض الرئة المزمنة.
إذ أجريت في مشفى سانت لويس الأمريكي مؤخرا عملية من نوع خاص، حصلت فيها ميشائيل كلومان البالغة من العمر (63 عاما) على رئة متبرع. وقام المتخصون بزراعة الرئة الجديدة بعد أن تمّ وضعها في جهاز خاص تم تطويره مؤخرا وهو يستخدم لمساعدة الرئة على أداء وظائفها الحيوية خارج الجسم، وتمكينها من التنفس خارج الجسم لمدة تصل إلى 24 ساعة.
حتى الآن لا يزال هذا الجهاز والمعروف اسم (إكس.بي.إس) وتنتجه شركة (إكس.في.آي.في.أوه بيرفيوشن) السويدية في مرحلة التجارب الإكلينيكية في 16 مركزا طبيا أمريكيا.
ويقوم الجهاز المعروف باسم (الصندوق) بإدخال هواء في الرئة بعد استئصالها من المتبرع ويضخ فيها مزيجا سائلا من أدوية ومنشطات ثم يجففها جيدا ويعدها للاستخدام في عملية الزرع. وتهدف التقنية التي لم تنتشر حتى الآن إلى زيادة عدد المتبرعين المرشحين عن طريق تجديد الرئة غير المناسبة للزرع.
وقال الدكتور فارون بوري أستاذ جراحة القلب في جامعة واشنطن بسانت لويس "يتيح (الجهاز) للرئتين البقاء... ويمكننا من تقييم أداء العضو في بيئة فريدة وخاضعة لتحكم جيد".
وحصل الجهاز على الموافقة في أوروبا وكندا وأجازته إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية للتجربة كجهاز للاستخدام البشري. ويخضع الجهاز للاختبار في جامعة واشنطن والمركز الطبي في جامعة ديوك وأكثر من 12 موقعا أمريكيا آخر.
وقالت ميشيل كولمان (63 عاما) إن "الصندوق" أنقذ حياتها. وشخصت حالة كولمان المدخنة السابقة بإصابتها بانسداد رئوي مزمن وهو داء ليس له دواء.
وقالت كولمان "لا ترغب في ذلك لكنك تفقد الأمل لأنك عندما تمرض بهذا الشكل تعرف مدى السرعة التي تنهار بها." الجهاز مزود بمروحة لمحاكاة التنفس وخاصية لضخ سوائل ومواد منشطة في الرئة لتحسين أدائها.
وتقدم إحصاءات زراعة الرئة صورة قاتمة إذ أن أقل من 20 في المئة من الرئات المتبرع بها تكون مناسبة للزرع ويموت ما يصل إلى 25 في المئة من المرضى المحتاجين للتبرع وهم ينتظرون المتبرعين.
وحتى بعد إجراء الزرع يظل أكثر من النصف فقط أحياء لمدة خمس سنوات. ويساعد الجهاز في زيادة عدد المتبرعين ويقول أطباء إنه بالمزيد من الأبحاث قد يساعد الجهاز في زيادة معدلات النجاة أيضا. انتهى/خ17.
اضف تعليق