في خطوة غير مسبوقة نحو حماية حقوق الحيوانات، قدمت الحكومة اليسارية في إسبانيا مشروع قانون يهدف إلى توفير حماية شاملة للقردة، مع التركيز على تلك الموجودة في الأسر.
ويسعى هذا المشروع لضمان سلامة القردة وصون "كرامتها"، ويهدف إلى الحد من الممارسات التي تهدد هذه الكائنات القريبة من الإنسان، إذ تعتبرها الحكومة كائنات ذات قدرات إدراكية واجتماعية تستحق معاملة إنسانية.
ويعكس هذا المشروع توجها متزايدا نحو احترام حقوق الحيوانات وتوفير بيئة آمنة لها، ويستضيف ملجأ "بريمادوموس" بالقرب من مدينة أليكانتي حوالي ستين قردا تم إنقاذها من بيئات استغلالية مثل السيرك، حيث يتم توفير بيئة مشابهة لمواطنها الطبيعية لتحسين ظروفها النفسية وإعادة تأهيلها.
وفي هذا السياق، أشارت عالمة الكائنات البدائية الإسبانية، أولغا بيلون، إلى أن "إعادة هذه الحيوانات إلى حالتها الطبيعية تتطلب صبرا كبيرا، لكنها أمر بالغ الأهمية"، ويوفر المشروع حظرا صريحا لاستخدام القردة في التجارب العلمية أو الأفلام والبرامج التجارية، ويعزز شروط رعايتها في المحميات.
يطمح المشروع الإسباني إلى وضع إسبانيا في مصاف الدول الرائدة في حماية حقوق الحيوانات، مستنداً إلى أدلة علمية تشير إلى أن القردة من الفصيلة الكبرى أقرب إلينا بيولوجيا مما كان يُعتقد سابقا، وقد يلهم هذا التشريع دولا أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة، مثلما شهدنا في الأرجنتين التي منحت حقوقا شبيهة للبشر لبعض أنواع القردة.
يرى خبراء ومسؤولون أن هذه الخطوة تمثل "نقطة تحول" في إدراك المجتمعات الحديثة لمسؤولياتها تجاه الطبيعة والكائنات الحية.
المصدر: مونت كارلو
م.ال
اضف تعليق