جسر القرم (جسر كيرتشينسكي)- رمز لارتباط شبه جزيرة القرم بالوطن الأم.
أهمية الجسر:
افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجسر، يوم 15 أيار/مايو من العام الماضي، وعبر الجسر على متن شاحنة خلال ربع ساعة.
ويعتبر جسر القرم عبر مضيق كيرتش الأول في روسيا. ويبلغ طوله 19 كم. وتم افتتاح الجسر قبل نصف سنة من الموعد المحدد.
ووفقا لمركز معلومات "جسر القرم" فقد عبر الجسر خلال الساعة الأولى من جانب القرم أكثر من 600 وسيلة نقل ومن جانب كوبان أكثر من 500 سيارة ودراجة نارية.
التهديدات الأوكرانية:
تهدد أوكرانيا بين الحين والأخر بتدمير الجسر. بعد أن انتهت روسيا في مايو آيار عام 2018 من المرحلة الأولى من بناء المشروع الضخم- الجسر عبر مضيق كيرتش الذي يربط القرم بكوبان والقوقاز- ازدار ضغط العقوبات. وفي الوقت نفسه بعد افتتاح طريق السيارات في الجسر في 15 مايو أيار، بدأت هستيريا حقيقيقة في كييف وواشنطن. والكثير من أصحاب "الرؤوس الحامية" دعوا في مقالاتهم ومدوناتهم وعلى التلفزيون إلى قصف أو تفجير الجسر. وأكد بعض "الخبراء" أن الجسر سينهار بنفسه قريبا.
واضطرت روسيا إلى اتخاذ إجراءات الأمن بعد التهديدات الإرهابية، بما في ذلك اعتقال وفحص السفن الأوكرانية القادمة من بحر أزوف إلى البحر الأسود وبالعكس. وأصبح هذا الأمر سبب الأزمة العسكرية السياسية في أزوف. حاولت كييف في 25 نوفمبر القيام باستفزاز عسكري، والذي نتيجته اعتقلت روسيا ثلاثة عسكريين أوكرانيين و24 من أفراد الطاقم الذين كانوا على متن السفن.
تهديد جسر القرم ب"السفن الأمريكية المستعملة":
يوم 28 مايو آيار نشرت أسبوعية "زفيزدا" مقالة للكاتب والمحلل ألكسندر أرتانونوف. ودرس الخبير فيها كل احتمالات التهديدات العسكرية لجسر القرم، إن كانت ضربة صاروخية أو هجوم من البحر أو هجوم المخربين، وطرق مواجهة التهديدات.
وأشار المحلل إلى أن التهديد الأكبر لجسر القرم يمكن أن تشكله الفرقاطات الأمريكية Oliver Hazard Perry، التي كانت تريد الولايات المتحدة إرسالها إلى أوكرانيا. وكان قد أعلن عن الصفقة في الخريف الماضي قائد القوات البحرية الأوكرانية الأميرال إيغور فورونتشينكو.
وتحمل هذه السفن منصات الإطلاق إم كي 13 التي يمكن أن تحمل 36 من الصواريخ المتوسطة المدى إس إم-1 و4 صواريخ مضادة للسفن إرغي إم-84 هاربون، ومدفعية أتو ميلارا عيار 76 ملم وطوربيدان ومنظومة فالانكس. وبالإضافة إلى مروحيتين.
وهذه السفن قد خرجت من خدمة الجيش الأمريكي ويتم إرسالها ك"سفن مستعملة" إلى الدول الصديقة والحلفاء. أما كييف الأن لا تملك صواريخ قادرة على شن ضربة صاروخية. وأما بخصوص حصول أوكرانيا على الفرقاطات الأمريكية، فربما لن يكون لدى أوكرانيا المال الكاف لنشرها وتحديثها وإدخالها الخدمة. ولذلك فإن الحديث عن التهديد من قبل الأسطول الأوكراني سابق لآوانه.
هل تصل الصواريخ المجنحة الأوكرانية إلى مضيق كيرتش؟
التهديد من الصواريخ المجنحة الأوكرانية "نيبتون" التي تعد نسخة محسنة قليلا عن الصاروخ السوفيتي خي-35 المضاد للسفن. وبحسب الرئيس الأوكراني السابق بيوتر بورشينكو، فإن هذا الصاروخ قادر على تدمير أي هدف على بعد 300 كيلومتر، ووفقا للخبير الأوكراني أوليغ زدانوف، ستكون كتيبة واحدة من نبتون كافية بالنسبة لأوكرانيا لتغطية كامل بحر آزوف والجزء الساحلي من البحر الأسود.
ومع ذلك، فإن دوائر الخبراء الجادة لا تتفق مع التفاؤل الأوكراني فيما يتعلق بهذه الصواريخ، مما يشير إلى عدد من المشاكل في تشغيلها، ولا سيما افتقار أوكرانيا إلى مجمعات الاستهداف.
وشكك أرتانونوف في إمكانيات توجيه ضربة بهذه الصواريخ إلى جسر القرم، مشيرا إلى وجود مشاكل في توجيه الرأس الحربي وعدم وجود القوة اللازمة، بالإضافة إلى أن سرعة "نيبتون" تجعلها هدفا سهلا لأنظمة الدفاع الجوي الروسية الحديثة.
الأسلحة التي تحمي جسر القرم:
منظومة "تور":
هو نظام صاروخي مضاد للطائرات ذاتي الحركة قصير المدى يعمل في الارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جداً وفي كافة الأحوال الجوية صمم للتعامل مع الطائرات الحربية والطائرات المروحية والصواريخ المجنحة وقنابل الطائرات الموجهة والصواريخ الباليستية قصيرة المدى.
تستطيع الآلة المجنزرة التي تحمل 16 صاروخا أن تطلقها أثناء الحركة. وتبدأ المنظومة التعامل مع الهدف الجوي المراد تدميره خلال 4.6 ثانية بعد ظهور الهدف.
وتستطيع منظومة "تور-إم2" أن تطلق صواريخها على 4 أهداف في آن واحد في دائرة يقدّر نصف قطرها بـ16 كيلومترا وعلى ارتفاع يصل إلى 10 كيلومترات.
"بانتسير":
هو نظام دفاع جوي أرض-جو قصير ومتوسط المدى، وهو مصمم لحماية المنشآت المدنية والعسكرية المختلفة أو لتغطية الأنظمة الصاروخية المضادة للجو المتوسطة والبعيدة المدى.
وهو قادر على مجابهة جميع أنواع التهديدات المعادية سواء كانت طائرات مقاتلة أو طائرات دون طيار أو مروحيات أو صواريخ كروز ويمكنه تدمير الأهداف البرية والبحرية ذات الدرع الخفيف، وذلك على مدى يصل إلى 20 كم وارتفاع حتى 15 كم.
النظام بوسعه إطلاق النار في حالة الحركة والتوقف وبإمكانه متابعة 20 هدف في وقت واحد وإطلاق الصواريخ على 4 منها. وتصل سرعة الصاروخ إلى 1300 م/ث.
بوك-إم2:
هو نظام صاروخي ذاتي الدفع متوسط المدى، من نظم صواريخ أرض جو لديه القدرة على مهاجمة أهداف أرضية، ومواجهة صواريخ كروز والقنابل الذكية والطائرات ذات الأجنحة الثابتة والدوارة والطائرات دون طيار.
وتقدر منظومة "بوك-إم2" على إصابة الصواريخ التكتيكية المهاجمة المطلوب تدميرها من على بعد 150 إلى 200 كيلومتر.
وتستطيع منظومة "بوك-إم2" أن تضرب 24 هدفا جويا في آن واحد.
إس-400:
تم تصميم منظومة "إس-400" لاعتراض أي هدف جوي مداها يصل إلى 400 كيلومتر. ووصف الجيش الصيني على المنظومة الروسية بأنها الأفضل في العالم.
اضف تعليق