اعداد: دلال العكيلي
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فديو يظهر فيه طفلا لا يتجاوز الثامنة من عمره تسيل الدماء من انفه ويقوم الممرض بخياطة الجرح، وحسب ما قال الطفل ان معلمة العلوم هي من قامت بضربة لعدم جلبه دفتر العلوم.
ووفقا لكلام الطفل، ان المعلمة قد خرجت من المدرسة سريعا وقامت الادارة باسعاف التلميذ.
يوميا نسمع بحادثة جديد يتناقلها الشارع العراقي بخصوص العنف المدرسي بالرغم من الوعود الحكومية والتصريحات الرسمية التي تمنع استخدام العنف مع التلاميذ، لكن واقع الحال يشير الى تنامي هذه الظاهرة في المدارس وبشكل مستمر وهذا ان دل على شيء فيدل على فشل اللجان التي شكلتها وزارة التربية مسبقا للقضاء على هكذا سلوكيات في المدارس.
وفي حادثة اخرى اعتدت معلمة في مدرسة بمنطقة الشعب في بغداد على الطالب خضر عامر عبد الحسين الصبيحاوي في الصف السادس الابتدائي، فيما ابدى ناشطون في موقع التواصل الاجتماعي خشيتهم من تنامي مستويات العنف في المدارس.
والغريب في الحادث، ان معلمة اللغة الانكليزية في مدرسة "العهد الجديد" التابعة للرصافة الثانية "عضّت" الطالب خضر بوحشية، وتناقل ناشطون في التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حديث والد الطفل الذي اكد على ان "آثار العض لا تزال موجودة على يد الطفل الصغير وان ابنه اصيب بمرض (الكنكري) ما دفعه الى بيع كل ما يملك من اجل المعالجة".
وفي حادثة اخرى تعرض الطالب إبراهيم البالغ من العمر 8 سنوات، الى ضرب عنيف من قبل مدير المدرسة التي يرتادها "مدرسة الامل الاهلية" مما ادى الى فقدانه للوعي"، وتتصعد الدعوات الى الجهات المسؤولة لسن قانون لتجريم كل حالات الاعتداء على التلاميذ، وبحسب وجهات فان دور المعلم يجل ان لا يقتصر على شرح الدرس أو إيصال المعلومة بل هو أيضًا الموجه والمرشد للطلاب.
بلد المليون راسب
كل ما ذكر من حوادث عنف كانت تبريرات المعلمين هو حرصا منهم على مستوى التلاميذ العلمي ورفع نسب النجاح ولكن ما اثبتته دراسة لمؤسسة بحثية تضمنت الكشف، بخصوص الموسم الدراسي 2017/ 2018، عن رسوب ما يقارب مليون تلميذ وتلميذة في المرحلة الابتدائية (المرحلة الأولى من التعليم الأوّلي ويسلكها من هم بسن 6 سنوات إلى 12 سنة) مدير مؤسسة "مدَارِك" وهو مشرف تربوي، تحدث لوسائل الإعلام كاشفاً عن رسوب أكثر من 858 ألف تلميذ وتلميذة، وعدم دخول أكثر من 131 ألفاً آخرين للدراسة الابتدائية تهرباً وانحداراً نحو الأمية، وهي أرقام تقارب المليون من بين أكثر من ستة ملايين ونصف المليون طفل يدرسون في هذه المرحلة، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء.
امتنع الأهل عن إرسال أولادهم الى المدارس ليومين لم ينجح هذا الاضراب في تعطيل العام الدراسي، لكنه استطاع تحريك الرأي العام، وأبرز قدرة الأسر على تخاذ قرار المقاطعة المؤقتة لمؤسسات الدولة وتكرار الاضراب ضمن حركة احتجاج مدني واسعة وارد جداً خلال العام الجديد.
دفعت الإحصائيات المهتمين الى البحث عن المسببات، وجذبت الرأي العام باتجاه النقاش المحتدم حولها، وتوقف الإعلام مطولاً عند اتهام مناهج التعليم بالصعوبة والانغلاق أمام فهم التلاميذ فشل رئيس قسم العلوم الصرفة في مديرية المناهج العامة في وزارة التربية، وفي لقاء تلفزيوني يبث مباشرة، في حل مسألة من كتاب الرياضيات للصف الثاني الابتدائي وهو ما يفسر عدم قدرة تلميذ يبلغ من العمر ثمانية أعوام على حلها لم تكن السخرية المُرّة في مواقع التواصل الاجتماعي نهاية واقعة المسؤول، بل تزامن مع مبادرة واسعة للإضراب وإمتناع الأهل عن إرسال التلاميذ إلى المدارس ليومين، وذلك للسبب نفسه وهو "صعوبة المناهج".
الإضراب لم ينجح في تعطيل العام الدراسي، لكنه استطاع تحريك الرأي العام، وأبرز قدرة الأسر على إتخاذ قرار المقاطعة المؤقتة لمؤسسات الدولة وبناء على مسح جزئي لردود الأفعال على قرار الإضراب فان تكراره ضمن حركة احتجاج مدني واسعة أمر مؤكد خلال العام الجديد. انتهى/ ع
اضف تعليق