أظهرت دراسة سويدية حديثة أن طريقة تحضير القهوة قد تكون عاملًا مؤثرًا على صحة القلب، بسبب احتوائها على مركبات طبيعية ترفع من مستويات الكوليسترول "الضار" في الجسم، ما يستدعي الانتباه إلى طرق التخمير المستخدمة.
الدراسة، التي نُشرت في دورية Nutrition, Metabolism & Cardiovascular Diseases، أوضحت أن القهوة التي لا تمر بعملية ترشيح—مثل القهوة التركية والمحضّرة عبر آلات التحضير الآلي—تحتوي على نسب مرتفعة من مركبات الديتربين، وعلى رأسها الكافستول والكاهويول.
هذان المركبان معروفان منذ التسعينيات بتأثيرهما السلبي على مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، أو ما يُعرف بالكوليسترول الضار.
الدراسة أجرتها جامعة أوبسالا، وشملت تحليل عينات من أربعة عشر نوعًا من آلات القهوة المختلفة، سواء في الأماكن العامة أو في المنازل.
وتبيّن أن القهوة المحضّرة بطريقة الغلي، كما في القهوة التركية، تحتوي على أعلى تركيزات من المركبات الضارة، في حين أثبتت عملية الترشيح باستخدام الورق فاعلية واضحة في تقليلها.
وفي إحدى العينات، بلغ تركيز الكافستول في قهوة الإسبريسو 2446.7 ملغم/لتر، وهو رقم مرتفع بشكل استثنائي، بينما أظهرت عينات القهوة المفلترة تركيزات لا تتجاوز 5.9 ملغم/لتر من الكافستول.
وفي تعليق للباحث ديفيد إيغمان، المشرف على الدراسة، قال: "من الواضح أن غالبية آلات تحضير القهوة لا تقوم بترشيح هذه المركبات الضارة، ما قد يشكل خطرًا على صحة القلب عند الاستهلاك المتكرر".
وكانت دراسات سابقة، بينها دراسة نرويجية أجريت عام 2020، قد ربطت بين استهلاك القهوة غير المفلترة وارتفاع خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. ما دفع التوصيات التغذوية الإسكندنافية لعام 2023 إلى التأكيد على أهمية شرب القهوة المفلترة كخيار أكثر أمانًا.
ويشير الباحثون إلى أن استخدام فلاتر ورقية أو حتى بدائل مثل "جوارب التصفية" المصنوعة من البوليستر يمكن أن يساعد في تقليل مستويات الديتربين بشكل كبير.
م.ال
اضف تعليق