أعلنت شركة موديرنا، اليوم السبت، أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) منحت الموافقة الرسمية على استخدام الجيل التالي من لقاحها المضاد لكوفيد-19، للأفراد بعمر 65 عاماً فما فوق، في أول إجراء من نوعه منذ أن شددت الإدارة متطلبات الموافقة على اللقاحات.
ووفق بيان رسمي للشركة، فإن اللقاح الجديد حصل كذلك على تصريح بالاستخدام للفئات العمرية من 12 إلى 64 عاماً ممن يعانون من حالات صحية كامنة أو عوامل خطر سريرية مثبتة، مثل الأمراض القلبية المزمنة، والسكري، وأمراض الجهاز التنفسي، أو ضعف المناعة.
وتأتي هذه الخطوة بعد تغيير جذري في السياسات الفيدرالية المرتبطة بالتطعيمات، ففي سابقة غير معهودة، أعلن وزير الصحة الأميركي روبرت كنيدي، قبل أيام، أن الحكومة أوقفت التوصية بالتلقيح الروتيني ضد فيروس كورونا للنساء الحوامل والأطفال الأصحاء، وهو ما يمثل قطيعة مع النهج الذي كانت تتبعه مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) منذ عام 2020.
وأكد كنيدي، في مقطع مصور ظهر فيه مع كل من مفوض إدارة الغذاء والدواء الدكتور مارتي مكاري ومدير المعاهد الوطنية للصحة الدكتور جاي باتاشاريا، أن لقاحات كوفيد-19 أُزيلت من جدول التطعيمات الروتينية التي تُوصي بها الوكالات الصحية الاتحادية، على خلفية مراجعة شاملة للمخاطر والفوائد السريرية.
يُشار إلى، أن إدارة الغذاء والدواء قامت مؤخراً بتحديث معايير الترخيص الطارئ والتوصيات الدوائية، مركّزة على الفعالية المثبتة سريرياً في تقليل شدة المرض لدى الفئات عالية الاختطار، خصوصاً في ظل تحورات الفيروس وتراجع الاستجابة المناعية الطبيعية أو المكتسبة لدى بعض الشرائح العمرية.
وبموجب هذه السياسة الجديدة، فإن اللقاحات المضادة لكوفيد-19 لن تُقدَّم بعد الآن على نطاق شامل كما كان في السابق، بل ستُستخدم كوسيلة وقائية موجهة تستهدف أولئك الأكثر عرضة للمضاعفات، ما يعكس تحولاً استراتيجياً من النهج الجماعي إلى النهج الانتقائي المبني على تقييم المخاطر الفردية.
اللقاح الجديد من "موديرنا" يُصنف ضمن فئة لقاحات mRNA الجيل الثاني، والتي تم تطويرها لتكون أكثر تحديداً ضد المتحورات الفيروسية المنتشرة حالياً، ولتعزيز مدة وفعالية الاستجابة المناعية.
ويُتوقع أن تسهم هذه اللقاحات في تقليل معدلات التنويم في المستشفيات والوفيات بين كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، خاصة مع قرب حلول موسم الإنفلونزا.
هذا التحول في السياسة الصحية الأميركية يعكس التوازن الدقيق بين الاستجابة الوبائية المستدامة والتقييم المستمر للمخاطر الفردية والمجتمعية.
ومع دخول الجيل الجديد من اللقاحات حيّز التنفيذ، فإن الأنظار تتجه إلى مدى فعاليته في الحد من شدة المرض، بدلاً من منعه تماماً، وهي نقطة مركزية في استراتيجية التعايش مع الفيروس في مراحله المتقدمة.
م.ال
اضف تعليق