تُعد حساسية الطعام من أكثر أنواع اضطرابات التحمل الغذائي شيوعًا، وتتراوح أعراضها ما بين اضطرابات في الجهاز الهضمي، إلى مشكلات تنفسية، وطفح جلدي، وقد تصل في بعض الحالات إلى مضاعفات تهدّد الحياة.

وفي هذا السياق، أكدت خبيرة التغذية الروسية يلينا سالوماتينا أن أخطر أشكال رد الفعل التحسسي هو ما يُعرف بـ"الصدمة التأقية" (التأق)، والتي تستوجب تدخلاً فورياً، حيث قد تؤدي إلى الوفاة ما لم يُعطَ المصاب جرعة سريعة من الأدرينالين.

وأشارت سالوماتينا إلى أن أبرز الأطعمة المسببة للحساسية تشمل: الموز، الحليب، البيض، فول الصويا، المكسرات، الأسماك، والمأكولات البحرية، مضيفة أن بعض الدول تدرج أيضاً السمسم، والخردل، والكرفس ضمن قائمة مسببات الحساسية.

وأوضحت، أن الحساسية الحقيقية ترتبط بمنظومة المناعة، وقد تظهر أو لا تظهر عبر إنتاج الأجسام المضادة، كما أن العوامل الوراثية تلعب دوراً جوهريًا في تحديد مدى استجابة الجسم.

وأضافت: "لا يمكن استبعاد جميع المنتجات من النظام الغذائي خشية ردود الفعل التحسسية، لأن الجسم في طبيعته يتفاعل مع المجهول كجزء من نظامه الدفاعي، ويبدأ بإفراز أجسام مضادة تُوسّع الشعيرات والأوعية الدموية، وتحفّز النهايات العصبية للتخلّص من البروتين الغريب عبر السعال أو سيلان الأنف".

وبيّنت أن التفاعل التحسسي قد يتفاقم ليشمل عدة أجهزة في الجسم، مترافقًا مع تورم واحمرار، وقد يؤدي إلى صدمة تأقية تستدعي التدخل العاجل.

كما فرّقت الخبيرة بين عدم تحمل الطعام والحساسية الغذائية، موضحة أن عدم التحمل لا يظهر فوراً، وغالباً ما يتجلى في أعراض متأخرة مثل الإسهال، ويمكن التعامل معه عبر مضادات الهيستامين، في حين أن الحساسية تكون سريعة ومباشرة، وتظهر عبر سعال، سيلان الأنف، صعوبة في التنفس، وطفح جلدي.

وأكدت سالوماتينا أن الاختبارات الخاصة تظل الوسيلة الأدق للتفريق بين الحالتين، ولتحديد رد فعل الجهاز المناعي تجاه نوع معين من البروتين الغذائي.

المصدر: وكالات

م.ال

اضف تعليق