أوضحت دراسة علمية نشرت يوم الاثنين أن تدابير الإغلاق التي فرضتها السلطات الصحية خلال جائحة كوفيد-19 أدت إلى تسارع غير معتاد في نضوج الدماغ لدى المراهقين، حيث أظهرت أن أدمغة الفتيات تقدمت في العمر بشكل أكبر من الفتيان، مما قد يؤثر سلبًا على الصحة العقلية.
وأجرت الدراسة جامعة واشنطن ونشرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم، وخلصت إلى أن دماغ الإناث كان أكثر تأثرًا بالعزلة الاجتماعية مقارنة بدماغ الذكور.
وأكد الباحثون أن هذه التغييرات قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات العصبية والنفسية والسلوكية.
ورغم أن الجائحة قد انتهت إلى حد كبير، إلا أن الدراسة شددت على ضرورة توفير مراقبة مستمرة ودعم للأفراد الذين كانوا في مرحلة المراهقة خلال هذه الفترة، حيث أن تسارع نضوج الدماغ قد يؤدي إلى مشاكل صحية في المستقبل.
تمر المراهقة بتطور اجتماعي وعاطفي كبير، بالتزامن مع تغييرات في بنية ووظيفة الدماغ، وقد وجدت الدراسة أن القشرة المخية، التي تبدأ بالترقق في أواخر الطفولة أو أوائل المراهقة، شهدت تسارعًا في هذا الترقق خلال فترة الإغلاق.
كان الباحثون قد بدأوا دراسة نمو دماغ المراهقين منذ عام 2018 عبر التصوير بالرنين المغناطيسي، ولكن الجائحة تسببت في تأخير التصوير الثاني حتى عام 2021، وشارك في الدراسة 130 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 12 و20 عامًا من ولاية واشنطن.
قام الباحثون بمقارنة بيانات ما بعد الجائحة مع نموذج معياري لتطور الدماغ، وأظهرت النتائج أن الفتيات قد عانين من ترقق قشري سريع أدى إلى تقدم الدماغ بمعدل 4.2 سنوات قبل الوقت المتوقع، بينما كان الترقق لدى الأولاد بمعدل 1.4 سنة قبل الموعد المتوقع.
خلال الجائحة، فرضت الحكومات في جميع أنحاء العالم تدابير تقييدية صارمة مثل أوامر البقاء في المنزل والتباعد الاجتماعي وإغلاق المدارس، مما حدّ من قدرة المراهقين على التفاعل مع أقرانهم.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه التدابير كان لها تأثير سلبي كبير على الصحة العقلية للمراهقين، مع تقارير متزايدة عن زيادة معدلات القلق والاكتئاب والتوتر لدى كلا الجنسين بعد الجائحة مقارنة بالفترة التي سبقتها.
م.ال
اضف تعليق