أثارت دراسة جديدة من جامعة واشنطن ومعهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا (RMIT) اهتمام العلماء والمجتمع العلمي، حيث كشفت عن "حالة ثالثة" بيولوجية تتجاوز التصورات التقليدية للحياة والموت، اذ أظهرت الأبحاث أن خلايا الكائنات الحية يمكن أن تستمر في العمل وتطور قدرات جديدة حتى بعد وفاة الكائن الحي.

وعادةً ما يُنظر إلى الموت على أنه توقف نهائي لعمل الكائن الحي، إلا أن ممارسات مثل التبرع بالأعضاء تُظهر كيف يمكن لبعض الأنسجة والخلايا الاستمرار في أداء وظائفها بعد الوفاة، لكن الاكتشاف الجديد يتجاوز هذه الحدود، مظهراً خلايا من كائنات ميتة تكتسب قدرات جديدة لم تكن موجودة في الحياة.

وقاد الدراسة البروفيسور بيتر نوبل من جامعة واشنطن وأليكس بوزيتكوف من المركز الطبي الوطني "سيتي أوف هوب"، وذكرا في مقال لموقع The Conversation، نقلاً عن صحيفة "دايلي ميل" اللندنية، أن بعض الخلايا التي تتلقى المغذيات أو الأكسجين أو الكهرباء يمكن أن تتحول إلى كائنات متعددة الخلايا ذات وظائف جديدة بعد الموت.

وتابع الفريق البحثي ملاحظة خلايا من الضفادع الميتة التي تكيّفت في مختبرات الأبحاث لتشكيل كائنات متعددة الخلايا تُعرف باسم "زينوبوتس"، والتي أظهرت سلوكيات جديدة تتجاوز أدوارها البيولوجية الأصلية.

كما اكتشف الباحثون أن خلايا الرئة البشرية يمكنها أن تتجمع في "أنثروبوتات" صغيرة الحجم قادرة على الحركة وإصلاح الأنسجة.ومع ذلك، يبقى من غير الواضح كيف تعمل هذه الخلايا في "الحالة الثالثة"، لكن أحد التفسيرات المحتملة يشير إلى وجود "دوائر كهربائية" مخفية تعيد تنشيط الخلايا.

ويشمل هذا تفسير وجود قنوات ومضخات متخصصة في الأغشية الخلوية، التي تولد إشارات كهربائية تمكن الخلايا من التواصل وتنفيذ وظائف محددة.

وتستمر الدراسة في تسليط الضوء على العوامل التي قد تؤثر على قدرة الخلايا على البقاء في "الحالة الثالثة"، مثل الظروف البيئية، مصادر الطاقة، والنشاط الأيضي.

ويُعتقد أن هذا الاكتشاف قد يعيد تعريف الموت القانوني، ويوفر رؤى جديدة حول الحدود الفسيولوجية للحياة، ويؤثر على مجالات الطب التجديدي وتكوين الأجنة.


م.ال

اضف تعليق