ذكر نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، أمس الثلاثاء، إن العالم "بحاجة إلى نظام تنظيمي لتعزيز الذكاء الاصطناعي وليس شيئا يخنقه"، مؤكدا أنه يتم العمل "لضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي الأميركي هو المعيار الذهبي".

وانطلقت، الإثنين، في العاصمة الفرنسية باريس، قمة دولية حول الذكاء الاصطناعي، تجمع قادة سياسيين ومسؤولين في القطاع التكنولوجي، لمناقشة أفضل السبل لتنظيم هذه التكنولوجيا التي أحدثت ثورة سريعة في مجالات كثيرة، وتستمر حتى الثلاثاء.

وأضاف فانس خلال تواجده في القمة: "نعمل لضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي الأميركي هو المعيار الذهبي.. الولايات المتحدة ستحرص على أن يكون لديها أفضل القوى العاملة المدربة في العالم".

ولفت إلى أن "المدارس الأميركية ستقوم بتعليم الطلاب كيفية التفاعل مع الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي".

ونوه فانس بأنه في باريس "للحديث عن فرص الذكاء الاصطناعي وليس عن السلامة".

وتابع: "على الذكاء الاصطناعي أن يكون بعيدا عن التحيز الأيديولوجي"، محذرا من "شراكات في مجال الذكاء الاصطناعي مع أنظمة مستبدة"، وفق فرانس برس.

يذكر أن فاعلين في المجال التكنولوجي، أعلنوا، الإثنين، أنهم يطلقون مؤسسة لتوفير أدوات ذكاء اصطناعي "آمنة"، وذلك على هامش القمة في باريس.

وقال رئيس "غوغل" السابق إريك شميت في بيان، إنّ مبادرة "ذي روبست أوبن اونلاين سايفتي تولز" (ROOST) ستنشئ "بنية تحتية آمنة وقابلة للتطوير وقابلة للتشغيل المتبادل ومناسبة لعصر الذكاء الاصطناعي"، وهو مجهود مدعوم من شركة "اوبن ايه آي" البارزة في القطاع.

وأضاف أن "روست" ROOST "ستعالج فجوة كبيرة في السلامة الرقمية، خصوصا سلامة الأطفال عبر الإنترنت، من خلال توفير أدوات آمنة مجانية ومفتوحة المصدر للمؤسسات العامة والخاصة من مختلف الأحجام في كل أنحاء العالم".

وأوضح البيان أنّ المساعدة التي ستوفرها "روست" تتضمن "أدوات مجانية ومفتوحة المصدر وسهلة الاستخدام لرصد المواد التي تنطوي على تحرش جنسي بالأطفال والإبلاغ عنها".

وأشار إلى أنّ المؤسسة التي تتخذ من جامعة كولومبيا في نيويورك مقرا، ستستخدم أيضا نماذج لغوية كبيرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي "لتشغيل البنية التحتية الآمنة".

وأكدت "روست" أنها جمعت 27 مليون دولار من التمويل الذي سيغطي "السنوات الأربع الأولى من عملها"، من جهات مانحة بينها "مجموعة من المؤسسات الخيرية وشركات التكنولوجيا الكبرى".

من أبرز الأحداث التي شهدتها القمة أيضا، إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، عزم بلاده استثمار أكثر من 109 مليارات يورو (112 مليار دولار) في الذكاء الاصطناعي.

وقال ماكرون إنه سيتم ضخ هذه الاستثمارات في فرنسا على مدى السنوات الخمس المقبلة، لبناء مراكز بيانات وغيرها من البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، مما سيخلق آلاف الوظائف الجديدة.

وشبه الرئيس الفرنسي جهود فرنسا في مجال الذكاء الاصطناعي بمشروع "ستارغيت" الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو مشروع مشترك تشكل مؤخرا بين شركات "أوبن أيه آي" و"أوراكل" و"سوفت بنك" لاستثمار 500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة بحلول عام 2029.

وقال ماكرون إن فرنسا "خصصت بالفعل 35 موقعًا على مستوى البلاد لمثل هذه المراكز الكبيرة للبيانات، حيث توفر الطاقة النووية كمية كبيرة من الطاقة الخالية من الانبعاثات"، وفق فرانس برس.

ووفقًا لمكتب ماكرون، يخطط اتحاد فرنسي إماراتي لاستثمار ما يصل إلى 50 مليار يورو في بناء مجمع للذكاء الاصطناعي في فرنسا، بينما تعتزم شركة الاستثمار الكندية بروكفيلد استثمار ما يصل إلى 25 مليار يورو في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا ذات الصلة في البلاد.


المصدر: وكالات

م.ال

اضف تعليق