وكالة النبأ:
بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه ولايته الرئاسية الجديدة بتدخلات غير تقليدية في شؤون حلفاء الولايات المتحدة المقربين في مجال الاستخبارات والأمن. في خطوة مثيرة للجدل، قام ترامب بإعادة هيكلة كبيرة داخل وكالات الاستخبارات الأمريكية، وهو ما وصفه بعض الخبراء بعملية "إعادة بناء" للمجتمع الاستخباراتي الأمريكي. في هذا السياق، يعتزم ترامب تعيين تولسي غابارد، النائبة السابقة عن هاواي، لتكون مديرة الاستخبارات الوطنية، مشرفة على جميع وكالات الاستخبارات الأمريكية.
غابارد، التي انتقدت التدخلات العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا، كانت قد أثارت الجدل في عام 2017 بزيارتها السرية إلى دمشق ولقائها مع الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما تم تداول تأثيره بشكل واسع خلال جلسات تأكيد تعيينها. وفي الوقت ذاته، تواجه الولايات المتحدة تحديات داخل تحالف "العيون الخمسة" - وهو أكبر تحالف عالمي لتبادل الاستخبارات، حيث بدأ ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) في حديثه مع موقع The Insider بالإشارة إلى تآكل الثقة بين الدول الأعضاء في التحالف نتيجة سياسات ترامب الاستخباراتية.
ترشيح تولسي غابارد
في خطوة مفصلية، مرر مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم تصويتًا لتأكيد تعيين تولسي غابارد في منصب مديرة الاستخبارات الوطنية (DNI)، مما يمهد الطريق لتعيينها الرسمي. ومن المتوقع أن تشرف غابارد على 18 وكالة استخباراتية وأن تكون مستشارة رئيسية لترامب في المجال الاستخباراتي. التصويت جاء في ظل انقسام حزبي، حيث وافق عليه 52 من الجمهوريين بينما عارضه 46 من الديمقراطيين، في حين غاب اثنان من الأعضاء. ولاقى الدعم من كبار الجمهوريين مثل ميتش ماكونيل وليزا موركوفسكي.
مسار متقلب
تولسي غابارد، جندية سابقة ونائبة من هاواي، كانت قد أثارت الجدل بمواقفها السياسية، حيث عارضت التدخلات العسكرية الأمريكية في العراق وليبيا وسوريا. بعد أن تركت الحزب الديمقراطي في 2022، انضمت غابارد رسميًا إلى الحزب الجمهوري ودعمت حملة ترامب.
مخاطر على الفعالية
أطلقت إدارة ترامب سلسلة من الإصلاحات الاستخباراتية التي شملت عرض تقاعد مبكر لموظفي وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) وبرامج مغرية للموظفين في الوكالات الأخرى مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة الأمن القومي (NSA). هذه التحركات أثارت قلقًا كبيرًا بين المسؤولين الاستخباراتيين السابقين، الذين حذروا من أن هذه التغييرات قد تضعف فعالية وكالات الاستخبارات الأمريكية.
تحالف "العيون الخمسة"
القلق يتزايد أيضًا على مستوى التعاون الدولي، حيث يشير الضابط السابق في CIA إلى أن مستوى الثقة بين الدول الأعضاء في تحالف "العيون الخمسة" قد تضرر. وأضاف: "في السابق، كانت الثقة بيننا غير مشروطة، لكن اليوم، حتى وإن التقينا وتبادلنا الأحاديث، بات كل شريك أكثر حذرًا فيما يشاركه". ويعود تراجع الثقة إلى أحداث عام 2017، حينما اتهم حلفاء ترامب جهاز الاستخبارات البريطاني GCHQ بمساعدة باراك أوباما في التنصت على ترامب خلال انتخابات 2016.
التوترات بين ترامب وحلفاء أمريكا
تتزايد التوترات بين ترامب وحلفاء الولايات المتحدة، حيث أثار ترامب تصريحات مثيرة للجدل حول كندا، مقترحًا دمجها مع الولايات المتحدة. كما انتقد بشكل متكرر أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مطالبًا بزيادة الإنفاق الدفاعي من قبل الدول الأوروبية.
في ظل هذه التحولات، يواجه تحالف "العيون الخمسة" تحديات كبيرة في الحفاظ على فعاليته وثقته المتبادلة، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل التعاون الاستخباراتي العالمي.
ع.ع
اضف تعليق