تستعد العواصم الأوروبية لعقد قمة خاصة في باريس لمناقشة مستقبل أوكرانيا، في ظل تحركات أحادية الجانب من واشنطن وموسكو لإيجاد تسوية سريعة للحرب.

تأتي هذه القمة بعد الاتصال الهاتفي الذي جمع الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، واتفاقهما على بدء المفاوضات "فورًا"، وهو ما أثار قلق الأوروبيين من إمكانية تهميشهم في أي اتفاق قادم.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن القمة الأوروبية غير الرسمية يُتوقع انعقادها غدًا الاثنين 17 فبراير 2025، حيث يسعى القادة الأوروبيون إلى تأكيد دورهم في أي مفاوضات مستقبلية.

ويرى العديد من المسؤولين أن محادثات السلام يجب أن تشمل أوروبا لضمان عدم تقديم تنازلات تمس بسيادة أوكرانيا وأمن القارة.

وفي موازاة ذلك، تشهد السعودية ترتيبات لاجتماع مرتقب بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، ما يعكس انفتاحًا أمريكيًا غير مسبوق تجاه موسكو.

وتشمل هذه الترتيبات مناقشة رفع بعض القيود الاقتصادية التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة، في خطوة تهدف إلى إعادة العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يعتزم زيارة الإمارات والسعودية وتركيا، أكد أن كييف لم تتلقَ دعوة للمشاركة في المحادثات الأمريكية الروسية، مشددًا على أن أي اتفاق لا يمكن أن يتم دون التشاور مع الشركاء الأوروبيين.

وتواجه أوكرانيا خطر خسارة 20% من أراضيها الخاضعة حاليًا للسيطرة الروسية، في ظل تراجع قدراتها العسكرية بسبب نقص العتاد والقوات، ما يزيد من المخاوف بشأن أي تسوية قد تُفرض عليها دون ضمانات أمنية قوية.

وفي ظل هذه التطورات، أعربت بريطانيا عن قلقها من تصدع التحالف الغربي.

وأكد رئيس الوزراء كير ستارمر أن لندن ستعمل على ضمان بقاء الولايات المتحدة وأوروبا متماسكتين، محذرًا من أن الانقسامات قد تصب في مصلحة "العدو الخارجي"، في إشارة إلى روسيا.

ويُنتظر أن يشارك ستارمر في قمة باريس، قبل زيارته المرتقبة إلى واشنطن للقاء ترامب ومناقشة موقف أوروبا من الأزمة الأوكرانية.

م.ال

اضف تعليق