تصاعد التواجد الإسرائيلي داخل سوريا.. توسع استراتيجي أم انتهاك للحدود؟

رصدت صور الأقمار الصناعية وتحليل الفيديوهات تمددًا ملحوظًا للوجود العسكري الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، مع تغييرات في طبيعة الأنشطة التي تمارسها إسرائيل في عدة مناطق.، وفقا لموقع BBC.

وأظهرت هذه الصور أعمال بناء في مواقع تبعد أكثر من 600 متر داخل منطقة الفصل، إضافة إلى مواقع أخرى خارجها في الجانب السوري.

ووصفت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF) هذه التحركات بأنها "انتهاك صارخ" لاتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة بين سوريا وإسرائيل عام 1974، والتي تنص على جعل المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان منزوعة السلاح.

إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اعتبر في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن هذا الاتفاق لم يعد صالحًا، بحجة أنه تم التوصل إليه مع "نظام مخلوع".

وفي المقابل، أكدت الإدارة الانتقالية في سوريا برئاسة أحمد الشرع اعترافها بالاتفاقية.

وكشفت صور التُقطت بين 19 ديسمبر/كانون الأول و2 فبراير/شباط عن ستة مواقع جديدة أقيمت داخل المنطقة العازلة، لا سيما في مناطق غرب قرية حضر، وغرب جباتا الخشب، وشمال الحميدية، وقرية القنيطرة، وموقعين جنوب وادي عزيز سابقًا.

وأبرزت الصور تعزيز إسرائيل وجودها العسكري في محافظة القنيطرة، التي تُعتبر نقطة استراتيجية تربط الجولان بالأراضي المحتلة، حيث تم إنشاء نقاط مراقبة وقواعد لوجستية لتعزيز السيطرة العسكرية.

كما سيطرت القوات الإسرائيلية على مبنى المحكمة والمحافظة في القنيطرة لمدة تجاوزت 40 يومًا.

تحليل صور الأقمار الصناعية أظهر أيضًا أن المواقع العسكرية تشمل أنظمة صواريخ مضادة للطائرات ومنصات إطلاق صواريخ، مما يعزز القدرة الإسرائيلية على الرد السريع.

وبحسب فابيان هينز، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، فإن هذا التوسع العسكري يمنح إسرائيل ميزة استراتيجية كبيرة.

إلى جانب ذلك، ظهرت تحركات عسكرية إسرائيلية في مناطق أخرى مثل سد الوحدة على نهر اليرموك في محافظة درعا، حيث رُصدت مركبة إسرائيلية بالقرب من السد الذي يوفر المياه لسوريا والأردن.

كما شمل التمدد الإسرائيلي مناطق ريفية قريبة من دمشق، مثل "الجسر الأبيض"، و"تل الرفيع"، و"أم باطن"، وهي مواقع تُستخدم كقواعد عسكرية إسرائيلية قادرة على تنفيذ ضربات جوية داخل سوريا.

وفي نهاية يناير/كانون الثاني، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من منطقة جبل الشيخ، بأن إسرائيل ستبقى في "المنطقة الأمنية" لفترة غير محدودة.

وعند التواصل مع الجيش الإسرائيلي حول هذه التطورات، أكد أن قواته تعمل في جنوب سوريا "داخل المنطقة العازلة وعند نقاط استراتيجية لحماية سكان شمال إسرائيل".

المصدر:BBC

م.ال