أثارت التطورات الأخيرة في السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا تساؤلات حول مدى التزام إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بدعم كييف، وسط تزايد المخاوف الأوروبية من تحول جذري في الموقف الأمريكي.

فقد جاءت مكالمة ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 فبراير/شباط، وخطاب نائبه جيه دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن، والاجتماعات الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو في الرياض، إلى جانب التراشق الإعلامي بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لتثير الشكوك حول مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

وذهبت بعض التحليلات، مثل ما كتبته سوزان غلاسر في مجلة نيويوركر، إلى القول بأن ترامب "باع أوكرانيا بعد مكالمة هاتفية واحدة"، بينما وصف بيتر بيكر من نيويورك تايمز ما يجري بأنه "تحول جذري في السياسة الخارجية الأمريكية"، يعيد ترتيب التحالفات الدولية.

لكن، هل تعكس هذه التقييمات الواقع فعلاً؟

يرى الباحث في معهد أولويات الدفاع دانيال دوبتري، في مقال نشرته نيوزويك، أن هذه المخاوف مبالغ فيها، وأنه من الضروري النظر إلى المسألة برؤية أوسع. فحتى الآن، لم تبدأ الولايات المتحدة مفاوضات مباشرة مع روسيا بشأن مستقبل أوكرانيا، ولم يتم فرض أي تسوية على كييف. كما أن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بنظيره الروسي سيرغي لافروف في الرياض، لم يكن أكثر من خطوة أولى في عملية تفاوض غير مضمونة النتائج.

أما عن مسألة "التضحية بأوكرانيا"، فيرى دوبتري أن هذا الطرح يظل سابقاً لأوانه، إذ لم تتخذ إدارة ترامب أي قرارات نهائية بشأن شروط تسوية محتملة.

لكنه أشار إلى أن هناك نقاطاً واضحة تبلورت في الخطاب الأمريكي، من بينها استبعاد انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، والاعتراف بأن استعادة كييف لحدود ما قبل 2014 أمر غير مرجح.

وبينما تبقى مواقف الإدارة الأمريكية قيد التشكل، يتواصل الجدل حول ما إذا كانت هذه التحركات تمثل بداية لتغيير استراتيجي، أم أنها مجرد محاولات لفتح قنوات اتصال جديدة دون التخلي الفعلي عن الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

م.ال


اضف تعليق