فتحت مراكز الاقتراع صباح اليوم الأحد في ألمانيا في انتخابات تشريعية يتصدرها المحافظون، وقد يحقق فيها اليمين المتطرف نتيجة قياسية.

ودعي أكثر من 59 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم لاختيار نوابهم في الانتخابات المبكرة التي دعي إليها بعد انهيار ائتلاف المستشار الاشتراكي الألماني أولاف شولتز في أواخر 2024.

وتتزايد التوقعات بعودة المحافظين بزعامة فريدريش ميرتس إلى السلطة وتحقيق حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف أفضل نتيجة له على الإطلاق مع ميل تشهده القوة الاقتصادية الأوروبية نحو اليمين.

وتصدر تكتل ميرتس، الذي يضم حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، استطلاعات الرأي بصورة مستمرة ولكن من غير المرجح أن يفوز بالغالبية في ظل التشظي السياسي في ألمانيا، مما سيضطره إلى البحث عن شركاء لتكوين ائتلاف.

مفاوضات صعبة

من المتوقع أن تكون مفاوضاته في هذا الشأن صعبة بعد حملة انتخابية كشفت عن انقسامات حادة إزاء الهجرة وكيفية التعامل مع حزب البديل من أجل ألمانيا في بلد تحمل فيه سياسة اليمين المتطرف وصمة شديدة بسبب ماضيها النازي.

ومن المحتمل في ظل النظام البرلماني الألماني أن تستغرق المفاوضات أسابيع أو حتى أشهر قبل تشكيل حكومة جديدة.

وقد يؤدي ذلك إلى تولي المستشار أولاف شولتز، الذي لا يحظى بشعبية كبيرة، تصريف الأعمال لأشهر، مما سيؤخر سياسات تشتد الحاجة إليها لإنعاش أكبر اقتصاد في أوروبا بعد تسجيله انكماشاً لعامين متتاليين ومع تكبد الشركات صعاباً في مواجهة المنافسين الدوليين.

تضامن من ماسك

تأتي انتخابات اليوم بعد انهيار ائتلاف شولتز في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 الذي ضم الحزب الديمقراطي الاجتماعي المنتمي إلى تيار يسار الوسط وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر الداعم للسوق بسبب خلاف في شأن الإنفاق في الموازنة.

ويتجه الحزب الديمقراطي الاجتماعي لتسجيل أسوأ نتيجة له منذ الحرب العالمية الثانية.

وهيمن على الحملة الانتخابية تبادل لانتقادات حادة في شأن وجهة نظر بأن الهجرة غير النظامية أصبحت خارجة عن السيطرة، وهو ما أججته سلسلة من الهجمات كان المشتبه في أنهم الجناة فيها من أصول مهاجرة.

ومن المتوقع أن يحتل حزب البديل من أجل ألمانيا، المناهض للهجرة الذي تأسس قبل 12 عاماً، المركز الثاني للمرة الأولى في الانتخابات العامة.

وفرض الحزب المعادي للهجرة والمؤيد لروسيا أجندته على الحملة الانتخابية بعد عدد من الاعتداءات التي نفذها أجانب في ألمانيا.

ووقع آخر هذه الاعتداءات مساء أول من أمس الجمعة حين أصيب سائح إسباني بجروح بالغة طعناً عند النصب التذكاري للهولوكوست (محرقة اليهود) في برلين. وقبضت الشرطة على مشتبه فيه هو شاب سوري كان يريد "قتل يهود"، على ما أفاد القضاء.

وتجري هذه الانتخابات المبكرة عشية الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية التي كان لها وقع الصدمة في ألمانيا، لا سيما مع وقف إمدادات الغاز الروسي للبلد واستقباله أكثر من مليون أوكراني.

وإلى أخطار سلام تتفاوض واشنطن في شأنه مع موسكو حصراً مستبعدة منه كييف والأوروبيين، تخشى ألمانيا كذلك التبعات الاقتصادية لرسوم جمركية مشددة أعلن ترمب أنه يعتزم فرضها على الأوروبيين.

وسئل الرئيس الأميركي عن الانتخابات الألمانية، فرد أنه يتمنى "حظاً سعيداً" لهذا الحليف التاريخي للولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه يواجه "مشكلاته الخاصة".

وتعمق الشقاق بين واشنطن وبرلين مع الخطاب الشديد النبرة التي ألقاه نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس في ميونيخ ودعا فيه الأحزاب التقليدية الألمانية إلى التخلي عن رفضها التحالف في الحكم مع اليمين المتطرف، وهي مسألة تعتبر من المحرمات في هذا البلد.

المصدر: اندبيندنت

 

 

س ع


اضف تعليق