دعت الحكومة الفرنسية، أمس السبت، الاتحاد الأوروبي إلى "استقلالية تامة" في مجال الدفاع، مؤكدة رغبتها في تعبئة مزيد من الاستثمارات الخاصة في هذا القطاع، وذلك قبل قمة في بروكسل، الخميس المقبل، مخصصة لأوكرانيا وقضايا الأمن الأوروبي.


وقال وزير الاقتصاد الفرنسي إيريك لومبار في مقابلة نشرت على الموقع الإلكتروني لصحيفة "لوباريزيان"، إن "الهدف يجب أن يكون استقلالية استراتيجية أوروبية داخل حلف شمال الأطلسي الذي لم يشكك الرئيس ترمب في دوره".


ووصف المواجهة الساخنة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، بأنها "نقطة تحول تاريخية"، مضيفاً "يجب على الاتحاد الأوروبي أن يستثمر أكثر في دفاعه".


وفي مقابلة نُشرت، أمس، أمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من جهته في أن تحرز دول الاتحاد الأوروبي تقدماً سريعاً نحو "تمويل مشترك ضخم ومكثف" مقداره "مئات المليارات من اليورو" لبناء دفاع مشترك.


دعوة إلى مساعدة أوكرانيا


بدورها قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك، أمس السبت، إن من الضروري أن تعمل المانيا والاتحاد الأوروبي على تليين قواعدهما المتعلقة بالميزانية من أجل إيجاد موارد إضافية لتعزيز دفاعهما ومساعدة أوكرانيا.


وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، إنه أجرى محادثات "مهمة وودية" مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وناقشا تعزيز موقف أوكرانيا والحصول على ضمانات أمنية موثوقة.

وكتب زيلينسكي على تطبيق "تيليغرام" للتراسل "ناقشنا خلال محادثاتنا التحديات التي تواجه أوكرانيا وأوروبا بأكملها، والتنسيق مع شركائنا، والخطوات الملموسة لتعزيز موقف أوكرانيا وإنهاء الحرب بطريقة عادلة، مع ضمانات أمنية موثوقة".


وذكر بيان لوزارة الخزانة البريطانية، السبت، أن الوزيرة ريتشل ريفز أبرمت مع وزير المالية الأوكراني سيرغي مارتشينكو اتفاقاً لتقديم قرض قيمته 2.26 مليار جنيه إسترليني (2.84 مليار دولار) لأوكرانيا".


وورد في البيان أن من المتوقع منح أوكرانيا الشريحة الأولى من القرض هذا الأسبوع.


ماكرون يدعو إلى الهدوء


وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، مع زيلينسكي وترمب، ودعا إلى الهدوء خلال مقابلة عقب المشادة الكلامية التي وقعت، أول من أمس الجمعة، بين الزعيمين الأميركي والأوكراني في البيت الأبيض.


وقالت الرئاسة الفرنسية، إن ماكرون تحدث أيضاً مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته قبل اجتماع لزعماء أوروبيين حول أوكرانيا، اليوم الأحد، في لندن.


وفي اجتماع استثنائي بالمكتب البيضاوي، الجمعة، هدد ترمب بإنهاء الدعم لأوكرانيا بعد ثلاثة أعوام من غزو روسيا جارتها الأصغر، مما أثار قلق الأوروبيين الذين يخشون من أن تؤدي العجلة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار إلى أن تكون روسيا ذات الطموحات التوسعية أكثر جرأة.


وقال ماكرون في مقابلة مع عدد من الصحف التي تصدر، اليوم الأحد، "أعتقد أنه بغض النظر عن الأعصاب المتوترة، فإن الجميع بحاجة إلى الهدوء وإبداء الاحترام والامتنان ليتسنى لنا المضي قدماً على نحو ملموس، لأن ما هو معرض للخطر مهم جداً".


وقاد ماكرون وستارمر جهوداً في أوروبا لإقناع ترمب بعدم التسرع في التوصل إلى وقف إطلاق النار وتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، إذ قدما له خطة لنشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا خلال اجتماعات في واشنطن قبل أيام.


وقال ماكرون خلال المقابلة، إن زيلينسكي أبلغه بأنه مستعد "لإعادة الحوار" مع الولايات المتحدة، بما في ذلك حول اتفاق يمنح الولايات المتحدة إمكان الوصول إلى عوائد الموارد الطبيعية لأوكرانيا، لكنه لم يشر إلى ما دار بينه وبين ترمب خلال اتصال آخر.


ونقلت صحيفة "لا تريبيون ديمانش" عن ماكرون قوله، إن قرار "أميركا الواضح هو الوقوف إلى جانب الأوكرانيين، ولا شك لدي في ذلك، أريد أن يتفهم الأميركيون أنه ليس من مصلحتهم التراجع عن دعم أوكرانيا".


وحذر ماكرون من أنه إذا لم يتم إيقاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإنه "سيذهب بالتأكيد إلى مولدافيا وربما أبعد من ذلك إلى رومانيا".


وقال ماكرون، إن انسحاباً محتملاً للولايات المتحدة من الملف الأوكراني "ليس في مصلحة" واشنطن لأن "ما تفعله الولايات المتحدة منذ ثلاثة أعوام يتوافق تماماً مع تقاليدها الدبلوماسية والعسكرية".


وأضاف، أنه إذا وافقت واشنطن على "توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار من دون أي ضمانات أمنية لأوكرانيا" فإن "قدرتها على الردع الجيوستراتيجي في مواجهة روسيا والصين وغيرهما سيتلاشى في اليوم نفسه"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "لا تريبون ديمانش".


وأضاف ماكرون، أنه يأمل الوصول إلى دعم بالإجماع لخطة ديون مشتركة على مستوى الاتحاد الأوروبي بهدف جمع "عدة مئات من المليارات من اليورو" للدفاع الأوروبي خلال قمة الاتحاد المقررة في السادس من مارس (آذار).







اضف تعليق