في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم كندا لتصبح الولاية الأمريكية رقم 51، في البداية، استهزأ الكنديون بهذا التهديد، لكن مع مرور الوقت، بدأ القلق يتسلل إلى نفوسهم، خاصة بين كبار القادة.

وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، أعربت عن قلقها خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قائلة: "يريد الرئيس ترامب أن يجعلنا ضعفاء اقتصادياً بشكل كبير ليضمنا في النهاية."

وهذا التصريح يسلط الضوء على المخاوف المتزايدة من نوايا ترامب، خاصة بعد الأحداث العالمية الأخيرة مثل الغزو الروسي لأوكرانيا.

ترامب، خلال مواجهة مع رئيس وزراء كندا، هدد بفتح جبهة جديدة في الحرب التجارية، قائلاً: "سيختفي أخيراً خط الفصل المصطنع الذي رُسم قبل سنوات عديدة."

كما وعد بالاحتفاظ بنشيد كندا الوطني "يا كندا".

ولم يتضح بعد السبب الحقيقي وراء تهديدات ترامب بضم كندا. اذ أشار بعض المحللين إلى عوامل شخصية، مثل إفلاس فندقين لترامب في كندا؛ الأول في تورنتو عام 2016، والثاني في فانكوفر عام 2021.

كما يُعتقد أن هناك دوافع شخصية أخرى، مثل حادثة قبلة مشبوهة بين ميلانيا ترامب وجاستن ترودو، والتي قد تكون أثرت على العلاقة بين ترامب وترودو.

ومع ذلك، وزيرة الخارجية جولي شددت على أن القضية تتجاوز الخلافات الشخصية، معتبرة أن التهديد يمثل تحدياً جوهرياً للعلاقات بين البلدين.

وبينما قد لا يهتم معظم الأمريكيين بفكرة تحويل كندا إلى ولاية، يأخذ الكنديون هذا التهديد على محمل الجد، وأظهر استطلاع أجرته شركة "ليجر" لصالح جمعية الدراسات الكندية أن 63% من الكنديين يرون أن تهديدات ترامب يجب أن تؤخذ بجدية.

كما أعرب أكثر من نصفهم عن استعدادهم للدفاع عن بلادهم ضد أي محاولة غزو عسكري.

وسيشكل دمج كندا كولاية جديدة في الولايات المتحدة تحديات سياسية واجتماعية كبيرة، اذ ان عدد سكان كندا يتجاوز سكان كاليفورنيا، الولاية الأمريكية الأكثر اكتظاظاً بالسكان، بالإضافة إلى ذلك، كندا دولة ثنائية اللغة، حيث تُعتبر الإنجليزية والفرنسية هما اللغتين الرسميتين، وهو ما يتعارض مع السياسة الأمريكية التي تعتمد الإنجليزية كلغة وطنية.

ويبقى السؤال مطروحاً: هل تهديدات ترامب بضم كندا نابعة من دوافع شخصية أم تعكس رغبة استراتيجية في التوسع؟ الوقت كفيل بكشف المزيد عن نوايا الرئيس الأمريكي وتداعياتها المحتملة على العلاقات بين البلدين.


اضف تعليق