شهدت مدن أميركية وأوروبية، السبت، تظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف رفضاً لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره إيلون ماسك، في أكبر تحرّك شعبي منذ عودة الملياردير الجمهوري إلى سدة الحكم.
وتحت شعار "ارفعوا أيديكم"، احتشد أكثر من خمسة آلاف شخص في العاصمة واشنطن، بالقرب من البيت الأبيض، حيث رفعوا لافتات كُتب عليها "ليس رئيسي"، و"الفاشية وصلت"، و"أوقفوا الشر"، و"ابتعدوا عن تأميننا الاجتماعي"، في تعبير واضح عن رفضهم لسياسات تخفيض الميزانيات وتقليص دور الدولة.
وقالت جين إيلين سومز (66 عاماً)، وهي موظفة في قطاع العقارات، إنها شعرت بالقلق الشديد إزاء ما وصفته بـ"تفكيك المؤسسات الديمقراطية الراسخة" من قبل إدارة ترامب، مضيفة: "كل شيء من البيئة إلى الحقوق الشخصية يتعرض للانتهاك".
وشهدت التظاهرات مشاركة من كبار الشخصيات والنشطاء، حيث ألقى الناشط غرايلان هاغلر (71 عاماً) كلمة أمام الحشود، قال فيها: "لقد أيقظوا عملاقاً نائماً، ولم يروا شيئاً بعد. لن نخضع، ولن نهدأ، ولن نرحل".
وفي مدينة نيويورك، أكدت المتظاهرة راشيل نيفينز أن "الناس في الولايات المتحدة ليسوا راضين عمّا يحدث في واشنطن حالياً"، بينما وصف الطالب الجامعي أبوت شيروين (19 عاماً) الحزب الجمهوري بأنه "أشبه بطائفة حول ترامب"، منتقداً في الوقت نفسه عجز الديمقراطيين عن التصدي له.
الاحتجاجات، التي نظّمتها عشرات المنظمات ذات التوجه اليساري مثل "موف أون" و"ويمنز مارش" وتحالف "إنديفيزيبل"، شملت أكثر من ألف بلدة ودائرة انتخابية أميركية، وشهدت أجواء سلمية واحتفالية بمشاركة عائلات وكبار السن.
وامتدت الاحتجاجات إلى مدن أوروبية، إذ خرج مئات المتظاهرين في فرانكفورت وبرلين وباريس ولندن ولشبونة، تعبيراً عن رفضهم لسياسات ترامب وماسك.
في برلين، تجمّع المتظاهرون أمام معرض سيارات تابع لشركة تسلا المملوكة لماسك، ورفعوا لافتات كُتب عليها "اسكت يا إيلون، لم يصوّت لك أحد"، كما ارتدى أحد الكلاب لافتة كتب عليها "الكلاب ضد إدارة الكفاءة الحكومية"، في إشارة ساخرة إلى مبادرة ماسك لتقليص الهدر الحكومي.
وفي باريس، تجمع نحو 200 شخص في ساحة الجمهورية، ولوّحوا بلافتات كتب عليها "قاوموا الطاغية"، و"سيادة القانون"، و"أنقذوا الديمقراطية"، بينما شهدت لندن هتافات تطالب بوقف التدخلات الأميركية في مناطق مختلفة من العالم، مثل كندا وأوكرانيا وجرينلاند.
وقالت ليز تشامبرلين، وهي مواطنة أميركية بريطانية مقيمة في إنجلترا، إن "ما يحدث في أميركا مشكلة الجميع. إنه جنون اقتصادي سيدفعنا إلى ركود عالمي".
وتزامنت التظاهرات مع تراجع لافت في نسبة تأييد ترامب، بحسب استطلاعات رأي حديثة، في ظل سياسات عدوانية شملت تقليص الإدارات الحكومية، وفرض قيم محافظة متشددة، والتصعيد التجاري حتى مع الحلفاء.
ورغم الحراك الشعبي الواسع، تجاهلت إدارة ترامب الاحتجاجات، حيث أكد الرئيس في تصريح مقتضب الجمعة قائلاً: "سياساتي لن تتغير أبداً"، متمسكاً بمساره السياسي والاقتصادي الذي أثار جدلاً واسعاً داخل الولايات المتحدة وخارجها.
م.ال
اضف تعليق