تصاعدت حدة التوتر السياسي والأمني في الولايات المتحدة عقب الخطاب الذي ألقاه حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، مساء الثلاثاء، وحذّر فيه من أن "الديمقراطية تتعرض لهجوم"، في إشارة إلى الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها مدينة لوس أنجلوس ونشر قوات عسكرية في شوارعها.
وأثار خطاب نيوسوم موجة من الانتقادات الحادة من مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذين اتهموا الحاكم الديمقراطي بـ"تسييس الأزمة" و"ترويج مزاعم باطلة".
وكتب مدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشانغ، في تعليق عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "يبدو أن نيوسوم استأجر فريق الحملة الخاسر لكامالا هاريس وجو بايدن، لأنه بدأ يكرر عبارات مثل: هذا تهديد للديمقراطية".
وفي هجوم مماثل، قال ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض: "الحزب الديمقراطي بأكمله ملتزم بمبدأ واحد فقط، ألا وهو إغراق كل مدينة أميركية بالمهاجرين".
أما نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، أبيغيل جاكسون، فقد وصفت خطاب نيوسوم بأنه "الوصفة الكلاسيكية لفشله"، مضيفة: "كالعادة، يحمّل ترامب مسؤولية إخفاقاته... أمر سخيف ومتوقع".
وكان نيوسوم قد شنّ هجومًا لاذعًا على الرئيس ترامب، متهمًا إياه بـ"فرض حصار عسكري على لوس أنجلوس"، على خلفية القرار الفيدرالي بنشر قوات فيدرالية لمواجهة موجة الاحتجاجات التي اندلعت منذ أيام بسبب سياسات الهجرة.
وفي سياق متصل، أعلنت رئيسة بلدية لوس أنجلوس، كارين باس، فرض حظر تجوّل ليلي وسط المدينة، عقب تصاعد أعمال العنف والنهب. وقالت في مؤتمر صحفي: "أعلنتُ حالة طوارئ محلية، وفرضت حظر تجوّل لوقف أعمال التخريب التي طالت 23 شركة، فضلًا عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالممتلكات العامة والخاصة".
وجاءت هذه التطورات بعد إعلان ترامب في وقت سابق أن مدينة لوس أنجلوس "تتعرّض لاجتياح من قبل أعداء أجانب"، على حد تعبيره، ما اعتبره خصومه تصعيدًا مقلقًا في اللغة والخطاب الرسمي تجاه المتظاهرين.
وكان الرئيس الأميركي قد أصدر، مطلع الأسبوع الجاري، قرارًا بنشر نحو 700 عنصر من قوات المارينز، إلى جانب ألفي عنصر من الحرس الوطني، في محاولة لاحتواء أعمال الشغب. وبينما بدأت مهمة هذه القوات بحماية المباني الفيدرالية، توسع نطاقها ليشمل أيضًا توفير الحماية لعناصر إدارة الهجرة خلال تنفيذ عمليات اعتقال.
ويثير انتشار القوات العسكرية في شوارع مدينة بحجم لوس أنجلوس قلقًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والسياسية، وسط تحذيرات من زج الجيش في الصراعات الداخلية وتهديد الحقوق المدنية.
م.ال
اضف تعليق