دعت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأربعاء، إلى إعادة بناء الثقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدة ضرورة إرساء أسس ثابتة لتنظيم العلاقات الثنائية والتعايش السلمي بين القوتين العالميتين، وذلك في ظل التوترات المتزايدة على الصعيدين السياسي والاقتصادي بين بكين وواشنطن.
جاء ذلك خلال لقاء جمع وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، بأستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد، غراهام أليسون، في العاصمة بكين، بحسب ما نقله الموقع الرسمي للوزارة.
وأكد وانغ خلال اللقاء، أن بلاده تأمل في أن تتمكن الصين والولايات المتحدة من "إيجاد الطريق الصحيح للتعايش بين قوتين كبيرتين"، مشدداً على أن معالجة الخلل في الإدراك المتبادل بين الجانبين تمثل الخطوة الأولى على طريق تصحيح المسار.
وقال وانغ: "إذا ربطنا الزر الأول في العلاقات الصينية-الأمريكية بشكل صحيح، فإن بقية الأزرار ستسير في الاتجاه الصحيح"، في إشارة رمزية إلى أهمية البداية الصحيحة لتنظيم العلاقات الثنائية على نحو يخدم الاستقرار العالمي.
وأوضح، أن الصين تلتزم بثلاثة مبادئ رئيسية في تعاملها مع الولايات المتحدة، وهي: الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي، والتعاون المربح للطرفين، مشيراً إلى أن هذه المبادئ تشكّل الإطار الأمثل لبناء علاقة بنّاءة ومستقرة بين الدولتين.
كما دعا وزير الخارجية الصيني إلى بناء "سردية جديدة" تحكم التفاعل بين الصين والولايات المتحدة، معتبراً أن استمرار الخطابات التصعيدية والتصورات المغلوطة من شأنها أن تضر بالعلاقات الثنائية وتؤثر على الأمن والاستقرار الدوليين.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وبكين توتراً متصاعداً بشأن عدد من الملفات، أبرزها التجارة، والتكنولوجيا، وتايوان، بالإضافة إلى النزاعات في بحر الصين الجنوبي.
ويرى مراقبون أن دعوة بكين لإعادة الثقة تمثل بادرة دبلوماسية لإطلاق حوار أعمق بين الجانبين، رغم وجود خلافات استراتيجية مستمرة حول النفوذ العالمي وهيكل النظام الدولي في القرن الحادي والعشرين.
م.ال
اضف تعليق