نشرت صحيفة واشنطن تايمز، قبل 3 شهور، مقالا قالت فيه ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سيفبرك انقلابا عسكريا في البلاد سعيا منه لتوسيع سلطاته، وكبح جماح المعارضة والانتقادات المتزايدة على خلفية سياساته التي جلبت الارهاب للبلاد واثارت الفوضى على الحدود مع سوريا والعراق.
وبتاريخ 7 ايار 2016 نشرت واشنطن تايمز معلومات افادت بأن الرئيس أردوغان سيحاول الاستفادة من الشائعات حول نية الجيش التركي القيام بانقلاب عسكري للقضاء على خصومه.
وأوضحت ان هذه الشائعات وإمكانية استفادة اردوغان منها للاطاحة بهم دفعت قادة الجيش للمرة الاولى للإعلان صراحة، الاسبوع الماضي "1 ايار 2016"، أنه لاتوجد اي نية او توجه للقيام بانقلاب عسكري في البلاد وان الجيش لن يتدخل ابدا في سير العملية السياسية في البلاد.
ونقلت الصحيفة عن عضو المعارضة التركية السابق في البرلمان "ايكان إردمير" قوله انهم في حزب العدالة والتنمية جيدون جدا في تحويل التحديات الى مزايا وهم يعلمون تماما أنهم قادرون على الاستفادة بشكل كبير من شائعات الانقلاب العسكري.
واضاف ان وسائل الاعلام التركية التي تسيطر عليها الحكومة تبذل جهدا كبيرا لتقوية هذه الشائعات وهم يحاولون التأثير على الناخب وإخافته وجعله أمام خيارين اما الحكومة التركية او الحكم العسكري، وبالتالي فإن أي انقلاب سيساعدهم على تقوية شرعية حزب العدالة والتنمية.
وأشارت الصحيفة الى انخفاض شعبية الحزب حيث خرج في الانتخابات الاخيرة منتصرا بشق الانفس، خاصة مع تازم الاوضاع والانتقادات التي يتعرض لها اردوغان بسبب عمله على إطالة الحرب في سوريا المجاورة، وارتفاع الاشتباكات مع الجماعات الانفصالية الكردية، وضعف الاقتصاد وانهيار السوق السياحية وتزايد هجمات "داعش".
ونوهت الصحيفة الى ان مايكل روبين، المسؤول السابق في البنتاغون ومحلل الدفاع والأمن في AEI، كان قد اعطى دفعة كبيرة لشائعات الانقلاب العسكري في تركيا عندما قال بأن "تصرفات أردوغان الاستبدادية ضد معارضيه عبر اعتقالهم وسجنهم، واسكات الصحف ومحاربتها، وأحلامه السلطانية المجنونة خرجت عن السيطرة".
وأضاف: فيما اذا قرر الجيش التركي الانقلاب على أردوغان فيجب ان تدعمه الولايات المتحدة.
تقول الصحيفة ان هذا التصريح دفع الجيش التركي لنفي نيته القيام بأي انقلاب عسكري في بيان رسمي.
كما علق رئيس الوزراء التركي (سابقا) أحمد داوود اوغلو على التصريح بالقول "اننا لن نقبل أبدا بالعودة الى (تركيا القديمة)، ولن نسمح بأي تدخل عسكري في سير العملية الديمقراطية في البلاد".
ونقلت الصحيفة عن مصدر تركي له شبكة واسعة من الاتصالات السياسية في أنقرة وواشنطن، دون الكشف عن اسمه آنذاك، بأنه لاتوجد اي نية لانقلاب عسكري داخل الجيش التركي، وأنه لن ينجح اي انقلاب في تركيا ما لم تدعمه الولايات المتحدة الاميركية بشكل مباشر.
وانهت الصحيفة مقالها (7/04/2016) بالقول بان اردوغان قد يلجأ الى انقلاب عسكري مفبرك للتهرب من ما أسمته "انقلاب مدني" يحدث حاليا في تركيا حيث هناك الآلاف من الأكاديميين الذين هم هدف لمطاردة الشرطة والمخابرات، ومئات من الصحفيين في المحاكم، والآلاف من المواطنين تتم مقاضاتهم لـ" إهانة رئيس الجمهورية"، وهناك مظاهرات في جميع أنحاء البلاد. والشعب التركي لن يركع لاردوغان. انتهى/خ.
اضف تعليق