أصدرت المخابرات القومية الأمريكية تقريرا جديدا حول رؤيتها للسياسات الدولية ومستقبل العالم خلال الأعوام المقبلة، وساد في التقرير التحذير من نهاية النظام العالمي القائم وعصر الهيمنة الأمريكية المنفردة على العالم، متوقعا المزيد من الطغيان السياسي والأمني.
وقال التقرير، إن التبدلات في المجالات الصناعية والمعلوماتية بدأت تعيد تشكيل العالم بشكل يجعله أغنى بالفرص ولكنه أخطر لناحية التهديدات، مشيرا إلى أن التقدم الكبير ساعد على تحسين حياة الملايين ولكنه تسبب أيضا بما وصفها بـ"صدمات" مثل الربيع العربي والأزمة المالية لعام 2008 وصعود السياسات الشعبوية.
وتوقع التقرير أن تشهد الأعوام الخمس المقبلة تزايدا في التوترات بين الدول وتراجعا في معدلات النمو، لافتا إلى أن الصورة العالمية تشهد الاقتراب من عصر انتهاء الهيمنة الأمريكية المنفردة على العالم، والتي بدأت بعد الحرب الباردة، كما قد تشهد نهاية النظام الدولي كما نعرفه منذ الحرب العالمية الثانية.
ورسم التقرير صورة مظلمة لمستقبل العلاقات الدولية، إذ توقع تدخلا أكبر من الدول التي تحمل حق النقض "فيتو" لأجل إجهاض التعاون الدولي إلى جانب تدخلات أكبر من جهات ذات تأثير بهدف ضرب التفاهم العالمي حول الأحداث الدولية.
وحذّر التقرير من سياسات داخلية للحكومات تعيد طرح دور الدولة في الاقتصاد والبيئة والمجتمع، مضيفا أن التباين في وجهات النظر حول القيم العامة سيزيد الشرخ بين الحكومات على المستوى الدولي بما يهدد الأمن العالمي، مشددا على أن سعي المسيطرين على الحكم للحصول على موارد أكبر لتلبية أهداف محلية في ظل تراجع النمو العالمي سيعني فعليا "نهاية الديمقراطية والدخول في مجالات الفوضى أو التسلط السلطوي".
التقرير رأى أيضا أن خطر الإرهاب سيزداد ويتوسع خلال العقود المقبلة مع تزايد استخدام الجماعات الإرهابية لوسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة من أجل نشر أفكارها، كما جزم بأن سياسات روسيا والصين ستزداد جرأة في حين أن القوى الإقليمية التي ترى في نفسها القدرة على التحرش بجيرانها ستكون حرة أكثر في السعي لتحقيق مصالحها.انتهى/س
اضف تعليق